املبحث األول:
استجابات اقتصادية.. الثروة يف خدمة الطموحات اإلستراتيجية
ال تنفصل التطلعات اإلسرتاتيجية للدول عن واقعها االقتصادي، ﻷنه مصدر املوارد واملصادر املالية الالزمة ﳉعل تلك التطلعات واقعية، كما أنه ينبغي أن يكون هنالك تناسب بني مستوى الطموحات اإلسرتاتيجية والقدرات االقتصادية، كي ال ﳛدث تفاوت يسبب عبئا على املداخيل اال قتصادية للدولة ﰲ سعيها ﳓو ﲢقيق أهداف إسرتاتيجية تفوق طاقتها االقتصادية، وهي من اﻷسباب الﱵ فسرت سقوط عدد من القوى العظمى عامليا، مثلما حدث مع االﲢاد السوفيﱵ كما أوضح ذلك "بول كيندي" (Paul Kennedy) ﰲ كتابه "صعود وسقوط القوى العظمى". ويعد االقتصا د نقطة قوة الصني الرئيسية، ابمتالكها ﻷحد أكثر االقتصادات حركية ومنوا، وارتباطا ابﻷسواق العاملية، وصلة بشبكة التفاعالت االقتصادية عرب العامل، ضمن منظومة االعتماد مل املتبادل العاملية املعقدة، مع احتماالت أن يساهم الرتاكم املادي للثروة الناتج عن املداخيل االية الضخمة للصني، ﰲ التوجه ﳓو توظيفه ﳋدمة أهداف إمرباطورية توسعية، وزايدة مدى النفوذ واهليمنة لوريثة اململكة الوسطى إقليميا وعامليا. و رغم استمرار االقتصاد اﻷمريكي ﰲ تصدر املشهد االقتصادي العاملي من حيث حجم الناتج ف إلمجاﱄ، ا إن الصني تعد الرائدة عامليا من حيث التجارة اﳋارجية، وانﲡها الداخلي يتزايد ويقلص الفجوة مع نظريه اﻷمريكي ابستمرار، ويتفوق على اقتصادات قوية مثل اقتصاد الياابن و اقتصاد أملانيا
205
Made with FlippingBook Online newsletter