صراع القوى الكبرى في الهندوباسيفيك

املؤسسات املالية الغربية وعلى رأسها صندوق النقد الدوﱄ، ملا هلذه اﻷخرية من سوابق سيئة مع الدول الﱵ عانت من أزمات اقتصادية وهزات مالية ( 1 ) . وتعد اﻷزمة املالية العاملية لعام 2008 ، نقطة ﲢول ﰲ االقتصاد والنفوذ الصينيني، ﻷهنا أظهرت أن ا لصني فعال تعيش حالة صعود غري مسبوقة اقتصاداي وإسرتاتيجيا، فرغم أتثر الصني ف ابﻷزمة كغريها من دول العامل إهنا تعافت منها بسرعة، ويعود ذلك ﲝسب " دومينيك ابرتون" رئيس املؤسسة االستشارية مكنزي آند كومباﱐ، إﱃ "ﳏركات النمو االقتصادي الصيﲏ اهلائلة، بفضل قاعدهت ا االستهالكية الضخمة، وإنفاقها الكبري على البنية التحتية، والوضع املاﱄ القوي للحكومة الصينية"، وشرعت القيادة الصينية ووسائل إعالمها الرمسية ﰲ التعامل مع اﻷزمة املالية العاملية بوصفها "فرصة ال ميكن أن ﲢدث إال مرة واحدة كل قرن"؛ فتحركت ابﲡاه شراء أصول وأسهم ﰲ عدد كبري من املؤسسات العمالقة الغربية وغري الغربية املتعثرة، سواء ﰲ روسيا أو الربازيل أو أسرتاليا أو فنزويال أو فرنسا أو غريها، أبسعار ﳐفضة وخاصة ﰲ قطاعات التعدين واملوارد الطبيعية، والتوجه ﰲ نفس الوقت ﳓو توقيع عقود اق تصادية بلغت قيمتها أكثر من 10 مليارات دوالر ﰲ أملانيا وبريطانيا وسويسرا وإسبانيا، وأصبح ينظر إليها خاصة ﰲ أورواب ابعتبارها املنقذ للقارة ولالقتصاد العاملي، ﰲ الوقت الذي أخفقت فيه الوالايت املتحدة اﻷمريكية ﰲ لعب ذلك الدور ( 2 ) . وحققت كذلك قفزة تكنولوج ية هائلة، أهلتها لتطوير تكنولوجيات وتقنيات الفضاء ومنافسة الروس واﻷمريكيني ﰲ ذلك، ومنافسة القوى التكنولوجية الغربية املعروفة وخاصة الوالايت املتحدة اﻷمريكية وهو ما ﲡلى مثال ﰲ اﳊرب التكنولوجية بني شركﱵ هواوي وآبل ( 3 ) ، فقد أاثر النفوذ العاملي هلواوي الﱵ ﲣتص مبيزة تنافسية، ليس فقط ﰲ ﲡهيز البنية التحتية لالتصاالت، وإمنا

1 - مدحت نافع، مرجع سابق، ص ص .14 ،13

2 - الطيب بوعزة، " كيف استفادت الصين من األزمة المالية العالمية؟"، الجزيرة نت، 16 مايو/أيار 2009 ، شوهد

يوم 7 يناير/كانون الثاني : 2023 في https://www.aljazeera.net/ebusiness/2009/5/16

3 - وئام السيد عثمان، مرجع سابق، ص .32

209

Made with FlippingBook Online newsletter