كذلك ﰲ تصنيع اﻷجهزة اإللكرتونية واللوحية، ﳐاوف اﻷسواق الغربية واﻷمريكية على وجه اﳋصوص، من منافستها لشركاهتا من جهة، ﻷهنا تقدم خدمات اﳉيل اﳋام س أبسعار أقل، وبتقنية أعلى مما تفعل نظريهتا الغربية، ومن املساس ابﻷمن القومي من جهة أخرى، واستغالل تلك البنية التحتية للتجسس على الدول، مما دفعها ﳓو فرض عقوابت عليها، تسببت ﰲ تراجع أرابحها بنسبة 29 % ، لتبلغ حواﱄ 99.5 مليار دوالر أمريكي سنة 2021 .وقد أصبحت الصني رغم كل العراقيل أ حد مراكز االبتكار العاملية، وزادت نسبة املكتشفني والتقنيني فيها من 5 % إﱃ 10 % ( 1 ) . ومع هذا الرتاكم االقتصادي للثروة يتخوف اﳋرباء ﰲ الدول املنافسة للصني ﰲ اهلندوابسيفيك من توظيفه لبسط نفوذها، ومنطلقهم ﰲ ذلك ﳎادلة االقتصادي ا ﻷمريكي "روبرت جيلبني" ) (Robert Gilpin ﰲ نظرية االقتصاد الدوﱄ، أبن الثروة ا على ملرتتبة قوة االقتصاد، البد أن ﲢمل أتثريا ﰲ مشروع القوة السياسية، إذ يقول: "الدولة اﻷكثر ثروة واﻷكثر قوة.. سوف ﲢدد حزمة من أهداف اﻷمن والرفاهية، أكثر من تلك اﻷقل ثروة وقوة "، مقرتح ا نظرية دولية لالقتصاد السياسي يلخصها الباحث اﻷمريكي ذو اﻷصل اهل ندي "فريد زكراي" ﰲ مقولة "القدرات ﲢدد النيات "، وهنا ال تكتفي القوى الصاعدة اقتصاداي ابلبحث عن أسباب خلق الثروة االقتصادية، من خالل ﲢصيل املوارد اﻷولية ﰲ اﳋارج، وضمان النفاذ إﱃ اﻷسواق العاملية فحسب، بل ستفكر ﰲ البحث عن شروط تعظيم القوة السياسية بوصفها شرطاأساسيا للحفاظ على أسباب الثروة االقتصا دية، من خالل السعي لتأمني خطوط النقل االقتصادية، ونشر القيم الوطنية، والدفاع عن اﳊلفاء، وكل ذلك ﻷجل محاية الداخل بعيدا جدا ﰲ اﳋارج ( 2 ) . تفاقمت هذه املخاوف خصوصا مع تبﲏ بكني لـ"مشروع اﳊزام والطريق" أو "طريق اﳊرير اﳉديد"، الذي أعلن عنه الرئيس الص يﲏ "شي جني بينغ" سنة 2013 خالل زايرة لكازاخستان، هادف ا من خالله إﱃ إقامة أكرب مشروع بﲎ ﲢتية لربط الصني ابالقتصادات العاملية ﰲ أورواب وآسيا
1 - مدحت نافع، مرجع سابق، ص ص .11 ،10 2 - رابح زغوني، "االقتصاد السياسي للسياسة الصينية في الشرق األوسط: بين خلق الثروة وتعظيم القوة"، المستقبل العربي، العدد 509 ، (بيروت، مركز دراسات الوحدة العربية، يوليو/تموز 2021 )، ص .101
210
Made with FlippingBook Online newsletter