وال تتوقف املبادرة على القارات الثالث املذكورة أي آسيا وإفريقيا وأورواب فقط، بل هي تتوسع عرب العامل مبا ﳜدم تعزيز املبادرة، وزايدة وصول الصني إﱃ املوارد والفرص ﰲ ﳐتلف أرجاء العامل، ونسج خيوط تواصالت اقتصادية وسياسية وثقافية وإنسانية، مبا يتوا فق أيضا مع الدور التارﳜي واﳊضاري الذي تروج له الصني ضمن روح املبادرة التارﳜية غري املسبوقة. ﰲ هذا اإلطار، توجهت مبادرة اﳊزام والطريق ﳓو أمريكا الالتينية، وكانت 19 دولة من أمريكا اﳉنوبية والكارييب، قد انضمت فعليا إﱃ ا ملبادرة، واستفادت من املشاري ع الصينية، وأعلن موقع "أكسيوس" اﻷمريكي دور هذه املبادرة ﰲ تزايد التوغل الصيﲏ ﰲ دول أمريكا اﳉنوبية، مقابل تراجع النفوذ اﻷمريكي هناك، بعدما كانت الوالايت املتحدة تعترب الشريك التجاري اﻷول لدول املنطقة سنوات طويلة، قبل أن تتفوق عليها الصني ابستثناء اﳊال مع كولومبيا واإلكوادور وابراغواي، وعلى سبيل املثال فقد ارتفع حجم التجارة الثنائية بني الصني والربازيل من ملياري دوالر عام 2000 ، إﱃ 100 مليار دوالر عام 2020 ( 1 ) . وﰲ شهر يناير/ كانون الثاﱐ من سنة 2018 ، أصدرت الصني أول ورقة بيضاء رمسية حول سياستها ﰲ القطب الشماﱄ، وتضمنت تلك الورقة بعض اﻷوجه الرئيسية ﻷجندهتا القطبية، ومنها استكشاف وفهم القارة القطبية الشمالية، والوقوف على بيئة املنطقة وأتثرها ابلتغريات املناخية، واستغالل ثرواهتا، وتعزيز التعاون الدوﱄ فيها، وضرورة حفظ اﻷمن واالستقرار هناك، وأهم ما ورد ﰲ الورقة هو تبﲏ الصني ملشروع "طريق اﳊرير القطيب" (Polar Silk Road) ، امتدادا ملشروع طريق اﳊزام والطريق، ومسعاه الرامي إﱃ جلب الفرص ﳉميع أﳓاء العامل، وتسهيل التواصالت، والتنمية االقتصادية واالجتماعية املستدامة ﰲ القطب الشماﱄ، ابلتعاون مع روسيا أساسا، وبقية الدول القطبية الراغبة ﰲ ذلك ( 2 ) .
1 - فاطمة محمود مهدي،"مبادرة أمريكية تنافس خطة الحزام والطريق في أمريكا الجنوبية"، بوابة األهرام التحليلية، 6 أكتوبر/تشرين األول 2021 ، شوهد يوم 12 ديسمبر/كانون األول : 2022 في https://bit.ly/3jh4eCJ
2- Henry Tillman, Yang Jian and Egill Thor Nielsson,The Polar Silk Road: China’s New Frontier of International Cooperation, China Quarterly of International Strategic Studies, Vol.
214
Made with FlippingBook Online newsletter