صراع القوى الكبرى في الهندوباسيفيك

ﳎموعه 44 % من استثمارات املبادرة منذ سنة 2015 ، وهو ما يعكس سعي الصني لتحقيق أمنها الطاقيّ ( 1 ) . وتشري الصني إﱃ أن املشروع يهدف إﱃ تعزيز قدرهتا على استثمار فوائضها املالية الضخمة، والدخول إﱃ اﻷسواق العاملية، وتدعيم نفوذها االقتصادي على طول طريق اﳊرير، الﱵ يتم تطويرها ﰲ إطار تلك املبادرة (2) ، املرتكزة على اﲣاذ التعاون االقتصادي، والتواصل اإلنساﱐ والثقاﰲ، منطلقا أساسيًّ ا هلا، من خالل نظرة إسرتاتيجية ﲢكمها متغريات البنية الدولية، وأولوايت سياسة الصني اﳋارجية، مثل ضمان أمن الطاقة، والوصول إﱃ أسواق جديدة، ووفق منوذج للشراكة قائم على معادلة (رابح - رابح) - Win) (Win ، على عكس النموذج واﻷهداف الغربية كما يقول الصينيون ( 3 ) . لكن اﻷطراف املعارضة للمشروع، ترى أهنا إمنا هتدف من الناحية اإلسرتاتيجية إﱃ تعزيز انتشار القوة ﰲ املناطق الﱵ يستهدفها التمدد الصيﲏ، مبا يتيح مستقبال بناء شراكات لتنظيم التفاعالت اإلقليمية وما وراء اإلقليمية، بعيدا عن هيمنة أي طرف منافس هلا، والوالايت املتحدة اﻷمريكية هي املستهدف أوال، لتبدو الصني وكأهنا تؤسس لنمط إمرباطوري جديد، يقوم على تعزيز نفوذها وهيمنتها عرب آليات التشارك االقتصادي والتنموي (4) . أتيت أهم املعارضات للمشروع من ﳏيط منطقة اهلندوابسيفيك، ﻷن امتداداته ترتكز خاصة ﰲ شقه البحري، على مياه ومناطق تصنف ضمن حدود ومكوانت املنطقة، سواء كانت اتبعة للمحيط اهلندي أو اهلادي، فطريق اﳊرير البحري للقرن اﳊادي والعشرين، ينطلق من موانئ الصني ﲡاهني ﳓو ا أساسني، إما من ﲝر الصني اﳉنويب ﳓو عمق احمليط ا وإما هلادي، من ﲝر الصني اﳉنويب، مرورا مبضيق ملقا، ﳓو احمليط اهلندي، وصوال إﱃ ا ﳋليج العريب عرب مضيق هرمز، أو إﱃ البحر

1 - مدحت نافع، مرجع سابق، ص .15 2 - مالك عوني، "هل تؤسس طرق الحرير لصعود إمبراطورية صينية أم ألفولها؟"، ملحق تحوالت إستراتيجية ) طريق الحرير ( ، التابع لمجلة السياسة الدولية، عدد 214 ، أكتوبر/تشرين األول 2018 ، ص .4 3 - محمد المصطفى بن الحاج، "موقف االتحاد األوروبي من مبادرة الحزام والطريق الصينية: الفرص والتحديات"، المستقبل العربي، عدد 509 ، (بيروت، مركز دراسات الوحدة العربية، يوليو/تموز 2021 )، ص .121 4 - مالك عوني، "هل تؤسس طرق الحري ر لصعود إمبراطورية صينية أم ألفولها؟"، ملحق تحوالت إستراتيجية ) طريق الحرير ( ، التابع لمجلة السياسة الدولية، عدد 214 ، أكتوبر/تشرين األول : 2018 ، ص .4

217

Made with FlippingBook Online newsletter