لتشكيل قوة وطنية إسرتاتيجية متماسكة، قت ال أب ناعه ن الصني ال تستطيع أن تكون قوة مهيمنة ﰲ القرن اﳊادي و العشرين، ما مل تكن مسيطرة ﰲ الرب والبحر على حد سواء ( 1 ) ، وتوجت هذه الرؤية اﳉيوبوليتيكية للرئيس الصيﲏ، بتحول مفصلي ﰲ الفكر اإلسرتاتيجي الصيﲏ سنة 2015 ، إبعالنه أنه "ﳚب التخلي عن الذهنية التقليدية الﱵ كانت تعطي تفوقا للرب على حساب البحر، ﰲ عملية وضع وتشكيل السياسة العسكرية الصينية إلعالن أثره "، وسيكون هلذا ا الفعال ﰲ االستثمار الصيﲏ ﰲ بناء قدرات ﲝرية عمالقة ﲡوب احمليطات ( 2 ) . ويلتقي التصور الصيﲏ هنا مع الفكر اﳉيبوليتيكي البحري العاملي الذي يركز على "البحر"، ويتزعمه عامل اﳉيوبوليتيك اﻷمريكي "ألفريد ماهان"، ويشري عموما إﱃ أمهية السيطرة على البحار وا ملمرات املالحية اﳉيوسرتاتيجية، وتعزيز القوة البحرية للدول، وبناء اﻷساطيل الضخمة، الﱵ متكنها من محاية حركة التجارة، والتصدي ﻷساطيل الدول اﻷخرى (3) . ويتعزز ذلك بتأكيد "ماهان" على ﳏورية احمليطني اهلادي واهلندي، (ومها اللذان يشكالن االمتداد الطبيعي ملنطقة اهلندوابسيفيك، وميثالن ﰲ نفس الوقت مسطحات مائية حيوية للصني إل رباطورايت، اعت اقتصاداي وإسرتاتيجيا)، فبدال من جعل قلب اﻷرض ﻷوراسيا احملور اﳉغراﰲ ل م رب "ماهان" أن احمليطني اهلادي واهلندي، مها اللذان ﳛددان املصري اﳉيوسياسي للعامل، ﻷنه من شأهنما السماح لدولة ﲝرية إببراز قوهتا ﰲ مجيع أﳓاء اﻷرض احمليطة أبوراسيا، مما يؤثر ﰲ التطورات السياسية الداخلية. ويؤكد "ماهان" هنا أيضا أمهية الصني، وكيف تسا عد اﳉغرافيا على معرفتها بوصفها دولة أما هلادي. وحضارة ممتدة من قلب اﻷرض ﰲ أوراسيا، إﱃ املياه الدافئة ﰲ احمليط ا أمهية احمليط اهلندي ابلنسبة هلا، فهي تكمن ﰲ وقوع اهلند (املنافس اإلسرتايتيجي للصني ﰲ املنطقة) وسط الشريط
1 - "الصراع على بحر الصين"، مرجع سابق.
2- Rory Medcalf. Op. Cit. p. 11.
3 - منى مصطفى، مرجع سابق.
231
Made with FlippingBook Online newsletter