هلندي، وبينما ﲢمي الساحلي للمحيط ا سلسلة جبال اهليماالاي جناحي اهلند اﳋلفيني، متتلك قدرة ﳏورية كبرية على اخرتاق الصني من انحية البحر (1) . ويتم توظيف مقوالت "ماهان" حول القوة البحرية والسيطرة على البحار، ضمن موجة الكتاابت النظرية والتطبيقية حول أمهية أوراسيا ﰲ اﳉغرافيا السياسية للهيم نة على النظام الدوﱄ، فنظرية القوة البحرية تفرض السيطرة على املمرات املالحية اﳊيوية احمليطة أبوراسيا، مثل احمليط القطيب الشماﱄ، والبحر املتوسط، واحمليطني اهلادي واهلندي، ابإلضافة إﱃ ﲝر الصني اﳉنويب، ابعتبارها متثل احمليط املائي ملا يُوصف أبنه "قلب الع امل"، وفقا هلذه االﲡاهات النظرية (2) . وهذه املنطلقات تتقاطع مع أمهية ما يعرف بـ" احمليط املائي" ﰲ اإلسرتاتيجية الصينية، وهذا ما يعكسه تركيزها على احمليطات والبحار ﰲ ﳐتلف سياساهتا ومبادراهتا، مثل ﳏورية احمليط القطيب الشماﱄ، ﰲ مشروعها املعروف بطريق اﳊرير القطيب، والبحر اﻷبيض املتوسط واحمليطني اهلندي واهلادي ﰲ مشروع طريق اﳊرير ا لبحري للقرن اﳊادي والعشرين، وتصنيف ﲝر الصني اﳉنويب منذ سنة 2010 ، ضمن املصاحل اﻷساسية واﳉوهرية للصني. وﳚد االﲡاه الصيﲏ ﳓو الفكر املاهاﱐ مربراته أيضا، ﰲ كون كتاابت "ماهان" الﱵ ظهرت ﰲ بداايت القرن املاضي، قد استطاعت مع ذلك ﲢديد الكثري من م المح الوضع اإلسرتاتيجي اليوم ني دولة ﰲ قارة آسيا، بتصنيفه للص ﳏورية ذات أمهية جيوسياسية ﰲ عصران اﳊاﱄ، ورغم أنه كتب من أجل القوة البحرية اﻷمريكية، ف ني إن اﳋرباء الصيني وحﱴ اهلنود ﲝسب "روبرت ماكالن"، يقرؤون كتاابته حاليا بشغف، ويتبعون مبادئه أكثر من اﻷمريكيني أنفسهم، وهو ما يفسر اﲡاههم ﳓو بناء أساطيل مصممة ﳋوض النزاعات املسلحة ﰲ أعاﱄ البحار، على عكس القوات البحرية اﻷوروبية مل ذات الوظيفة الشرطية، وكما كتب الباحثان "هو ز" (Holmes) و"يوشيهارا" (Yoshihara) ، فإن املتحدثني الصينيني ﰲ ندوة أمنية ﲝرية ع قدت ببكني سنة 2004 ، كانوا يقتبسون مقوالت "ماهان" بكثرة،
1 - روبرت كابالن، انتقام الجغرافيا،ترجمة: إيهاب عبد الرحيم علي، سلسلة عالم المعرفة، عدد ،420 (الكويت، المجلس الوطني للثقافة والفنون واآلداب، يناير/كانون الثاني 2015 )، ص ص .131 ،130 2 - منى مصطفى، مرجع سابق.
232
Made with FlippingBook Online newsletter