صراع القوى الكبرى في الهندوباسيفيك

هن ﲢتل الصني ابعتبارها أمة عظيمة موقعا أساسيا ﰲ الشؤون العاملية، وﳚب معاملتها على أ ا

-

قوة عظمى. - ﳚب احرتام السيادة القومية للصني احرتاما مطلقا، مما يعﲏ عدم قبول أي انتقاد لسياساهتا الداخلية من جانب أطراف أجنبية. - تتمتع الصني بسمة خاصة ﰲ الشؤون الدولية، وهي أن سياستها اﳋارجية ال تقوم على النفعيـة، وإمنا على مبادئ اثبتة، تعرب عن قيم عاملية ملساواة. راسخة مثل العدل وا وهذا ما ﳚعل هنضة الصني ﲝسب "تشانغ وي وي"، هنضة من نوع ﳐتلف لدولة من نوع ﳐتلف، إهنا هنضة دولة متحضرة دﳎت بني أطول حضارة مستمرة ﰲ العامل، ودولة حديثة ضخمة، التزمت ﰲ هنضتها مبسارها اﳋاص ﳓو التنمية، ﲝيث تعلمت ﰲ هنضتها من دول أخرى، واعتمدت على قوهتا وخصوصيتها من انحية أخرى، من أجل التفوق على النموذج الغريب، وإرساء منوذجها اﳋاص هبا ( 1 ) . ويبدو أن صورة الصني املعاصرة املتصلة ﲞلفية حضارية عريقة وممتدة، امتد أتثريها حﱴ ﳓو أعدائها وخصومها، فهذا "زبيغنيو برﳚينسكي" يصف ابنبهار واضح ﰲ كتابه "رقعة الشطرنج الكربى"، كيف أن اإلمرباطورية الصينية ﰲ بداايت ظهور املسيحية كانت ﲢوي 57 مليون إنسان، وهو عدد كبري مل يسبق له مثيل، وهو دليل على وجود سيطرة مركزية فعالة على ﳓو استثنائي. وقد اب تعززت هذه الوحدة إبحساس قوي التأثري ومتجذر بعمق، لتفوق الثقاﰲ الذي ازداد قوة ﰲ ظل الكونفوشيوسية، مع التشديد على االنسجام، والتسلسل اهلرمي، واالنضبا أن ط، وليس غريبا إذ ن يقدم الصينيون أنفسهم على أهنم اإلمرباطورية السماوية واململكة الوسطى ومركز العامل، مع وجود برابرة خارجها وعلى حدودها، وأن كونك صينيا يعﲏ أنك مثقف، وهو ما جعل العامل يدين للصني ابالحرتام. واستمر ذلك حﱴ ﰲ فرتة تراجع النمو الصيﲏ ﰲ هناي ة القرن الثامن عشر. وما مييز الصني

1 - تشانغ وي وي، مرجع سابق، ص .77

251

Made with FlippingBook Online newsletter