الدول ا ﲡاه كل من الصني والوالايت املتحدة اﻷمريكية ، فقد أبدت رغبة ﰲ التعاون مع الصني مبا ﳜدم مصاﳊها من جهة، وحافظت على تقارهبا مع الوالايت املتحدة من جهة أخرى ( 1 ) . هذه اﳊركية اإلسرتاتيجية النامجة عن تزايد أمهية الدول اﳉزرية ﰲ احمليط اهلادي، تضع أمام الصني مجلة من الفرص الﱵ ﳚب عليها اقتناصها، وعددا من التحدايت الﱵ ينبغي وضع االستجاابت الالزمة ملواجهتها، فكما أنه إبمكان املنطقة أن متنح هامش مناورة جديدا وواسعا للصني ﰲ اهلندوابسيفيك، وتعطيها أدوات رافعة إضافية للرد على سياسة االحتواء املمارسة عليها من طرف الوالايت املتحدة وحلفائها، فإنه إب هن مل مكا ا ﰲ ا قابل أن ﲣلق هلا قيودا إسرتاتيجية على ﲢركاهتا هناك، ﻷنه ال ميكن تصور تقبل القوى التقليدية ذات النفوذ ﰲ تلك الدول اﳉزرية لظهور منافس جديد ﰲ حجم ومكانة وخطورة الصني، ومن جهة اثلثة فإن دول ا ، ملنطقة رغم صغرها، أصبح بمقدورها اليوم أن تنتهج سياسات تعامل مع الطرفني، تعظم مكاسبها مع كل جانب دون أن تضر مبصاﳊها، ومجيع هذه املعطيات املستجدة جعلت الدبلوماسية الصينية تكثف من نشاطاهتا مع تلك الدول، وربطها أكثر فأكثر مبصاحل متشعبة مع بكني، لضمان قدر أكرب من إدراكها لعالقاهتا مع الصني كمالذ لتحقيق تطورات اقتصادية وأمنية، أو كموازن للنفوذ الغريب هناك، أو كبديل ﰲ حالة تدهور العالقات مع القوى الغربية التقليدية، رغم أن هذه اﻷخري ة تبدو مستعدة أكثر من أي وقت مضى للحفاظ ملتنامي للصني فيها. على مصاﳊها وامتيازاهتا مع تلك الدول، بغض النظر عن النفوذ ا على جانب آخر، سامهت إسرتاتيجية اهلندوابسيفيك للوالايت املتحدة اﻷمريكية وحلفائها، ﰲ زايدة الصالت والروابط أكثر بني الصني وروسيا، و يعود ذلك من جهة إﱃ طبيعة العالقات املتينة بينهما من قبل، وتشاركهما رؤى جوهرية عديدة متطابقة حول واقع العالقات الدولية وتوزيع القوة ﰲ النظام الدوﱄ، ومن جهة اثنية إﱃ معارضة اﳉانبني للهندوابسيفيك مفهوما وسياسات ممارسات، و ما و كوهن يتقامسان ذات التصور اﲡاهه ،ويعتربان أنه مفهوم مصطنع يعكس رغبة توسعية
1 - "مرونة التحرك: كيف تستفيد جزر الهندوباسيفيك من التنافس الصيني- األمريكي؟"، تقديرات إنترريجيونال، العدد 16 ،108 نوفمبر/ تشرين الثاني 2022 ، ضوهد يوم 18 نوفمبر : 2022 في https://www.interregional.com/app/uploads/2022/11/1668601704_544_2758791_108.pdf
262
Made with FlippingBook Online newsletter