صراع القوى الكبرى في الهندوباسيفيك

اهلندوابسيفيك إمجاال، وابعتبارها أيضا أكرب دميقراطية ﰲ العامل، ومتقاربة ﰲ هذه الناحية القيمية املعيارية مع الوالايت املتحدة والغرب، على عكس الوصف الشائع من اﻷطرا ف الغربية خصوصا للصني وروسيا بكوهنما دولتني تسلطيتني. وبرزت منظمة شنغهاي للتعاون أيضا، كفضاء للتعاون الصيﲏ الروسي ملواجهة سياسات الوالايت املتحدة اﻷمريكية وحلفائها ﰲ اهلندوابسيفيك، فبعد تعزيز الصني لقوهتا العسكرية واالقتصادية، ها هي تستعد ملواجهة ال غرب ﰲ املنظمات الدولية، ومن أجل القيام بذلك فهي تعول على أتثري منظمة شنغهاي، ففي اجتماعها ﰲ شهر يونيو/حزيران 2018 ، برزت منظمة شنغهاي كإحدى أدوات ال نفوذ، لتعزيز نظام تقوده الصني، حيث ترأس الرئيس الصيﲏ "شي" القمة، إﱃ جانب "فالدميري بوتني" (Vladimir Putin) الرئيس الروسي، و كان أهم حدث فيها هو قبول عضوية اهلند وابكستان ﰲ املنظمة، حيث ﳒحت الصني ﰲ اجتذاهبما للجلوس معا رغم ما بينهما من عداء، لتكون أول مرة ﳚتمع فيها رؤساء مثاﱐ دول ﰲ قمم املنظمة، مع مشاركة تركيا وإيران ﰲ االجتماع، مما أعطى القمة شرعية ال ميكن إنكارها، وهنا تتضح إسرتاتيجية الصني الدبلوماسية لتعزيز نفوذها ﰲ بل ابلغرب املنظمات القائمة من جهة، وأتسيس منظمات أخرى بديلة وجديدة ال تتأثر بالصني، ويتوقع أن تكون تلك املنظمات أدوات ملمارسة الضغط، وﲢييد املؤسسات الدولية الغربية القائمة، بل هناك من يرى أن الصني قد أصبحت منافسة لألمم املتحدة ﰲ هذا اجملال ( 1 ) . وأوضح املوقف الصيﲏ من اﳊرب الروسية اﻷوكرانية، قدرة الصني على ممارسة مرونة دبلوماسية انضجة، رغم الضغوط الﱵ مورست عليها إلدانة الغزو الروسي، لذلك كانت تلعب على اﳊبلني ﰲ موقفها من طرﰲ ال صراع، بفعل متغريات ال ميكنها ﲡاهلها ﰲ أي قرار تتخذه، فمن انحية ﲡمعها بروسيا عالقات وطيدة ومصاحل متشعبة، وﰲ نفس الوقت تدرك أن أي دعم صريح ومباشر لروسيا سيهدم عالقاهتا مع الغرب ودوله، الﱵ تعد أهم شركائها التجاريني، وال ترى الصني أنه من

1 - "إمبراطور الصين الجديد.. حلم شي جين بينغ"، مرجع سابق.

266

Made with FlippingBook Online newsletter