للحضارتني الصينية واهلندية، و ﰲ أتثري ذلك دورمها ﰲ مستقبل عالقات القوة مستقبال فيما أمساه "احمليط ا - هلندي اهلادي اﻷكرب"، ومها اللتان تعززان التخيالت املكانية للهندوابسيفيك ( 1 ) . وكانت أعمال "هاوسهوفر" موجهة أساسا من انحية ضد ما أمساه بـ"القوى الكولونيالية اﻷورو-أمريكية"، أي الوالايت املتحدة اﻷمريكية والقوى االستعمارية اﻷوروبية التقليدية، ورفض سعيها للربط بني احمليطني اهلندي واﻷطلسي (Indo-Atlantic Space) ، ومن انحية أخرى ﳓو بناء تصورات جيوبوليتيكية ﰲ خدمة اﻷمة اﻷملانية الﱵ خرجت منهارة بفعل آاثر اﳊرب العاملية اﻷوﱃ، ني لتحطيمها عرب وسعي اﻷوروبي اتفاقية فرساي 1919 ( 2 ) . هذه املياه البحرية، هي ما اعتربه عامل جيوبوليتيكي آخر سنة 1944 وهو "نيكوالس سبيكمان" (Nicholas Spycman) حمليطي الذي يربط املنطقة كلها ، "الطريق البحري ا بعضها ب بعض من حيث القوة البحرية"، وقبل ذلك ﳚعلنا هذا الطرح نستحضر اﳉيوبوليتكي البحري الشهري "ألفريد ماهان" (Alfred Mahan) ، وتركيزه على اعتبارات القوة البحرية ﰲ احمليطني اهلندي واهلادي، وهذه اﳋلفيات اﳉيوبو ليتيكية هي ما يربط احمليطني اليوم بشكل عملي وموسع ( 3 ) . إذن فمفهوم اهلندوابسيفيك ليس حديثا، وليس أمريكيا من حيث أصوله، ولكن تطوره إﱃ مفهوم إسرتاتيجي معرتف به هو ما يعترب جديدا ومرتبطا ابستعماله بكثافة ﰲ هذا اجملال ﰲ العقدين اﻷولني من القرن اﳊادي والعشرين، فأصول املفهوم تعود إﱃ العلوم الطبيعية خاصة البحرية منها، للداللة على منطقة بيوجغرافية واسعة من املياه الدافئة للمحيطني اهلندي واهلادي، وترقية االستخدام
1- Gurpreet S. Khurana, What is the Indo-Pacific? The New Geopolitics of the Asia-Centred Rim Land, In:Axel Berkofsky and Sergio Miracola (Eds), Geopolitics by Other Means. The Indo-Pacific Reality. Op. Cit. P. 13.
2- Hansong Li. Op. Cit. p. 825. 3- David Scott. Op. Cit. p. 88.
25
Made with FlippingBook Online newsletter