املبحث الثاني:
السيناريو التعاوني
ينطلق هذا السيناريو من احتمال ﲢول املنطقة بدال من ساحة حرب، إﱃ امتداد طبيعي الزدهار منطقة آسيا الباسيفيك، الﱵ كانت متتاز ابلتعاون االقتصادي الواسع، الذي يعمل ﰲ صاحل دول ﳎموعة اآلسيان، والقوى اﻷساسية اﻷخرى ﰲ املنطقة. وابملقارنة مع السيناريو اﻷول يعد هذا السيناريو أقل مواجهة وعدائية، وأكثر تقاراب وتعاونية ( 1 ) . ويعتمد هذا السيناريو على معطيات كانت موضوعا للتحليل ﰲ بعض عناصر هذا الكتاب، ويتلخص أمهها ﰲ اآليت: - ﲢول املنطقة إﱃ مركز الثقل واﳉاذبية االقتصادية والتجارية ﰲ العامل بدون منازع، مع ضمها لالقتصادات اﻷقوى واﻷكثر حيوية، مثل اقتصادات الوالايت املتحدة اﻷمريكية، والصني، والياابن، اي اﳉنوبية، ودول ﳎموعة اآلسيان العشر، واهلند، وأسرتاليا، ونيوزيلندا، وكور وهيمنتها على النصيب حمللي اإلمجاﱄ العاملي، والنسبة الكرب ى اﻷعلى ﰲ الناتج ا ﰲ التجارة العاملية، وتصدير السلع واﳋدمات، واستهالك املوارد الطاقي ة واملعدنية، والسيطرة على السوق التكنولوجية املتقدمة، وخاصة صناعة الرقائق اإللكرتونية وأشباه املوصالت، الﱵ تع د عماد اﳊياة املعاصرة. - زايدة عوامل االعتماد املتبادل، وتعقد شبكة املصاحل واملنافع الﱵ ﲡمع دول املنطقة، بغض النظر عن خالفاهتا والطابع النزاعي لعدد من أمناط تفاعالهتا، وهو ما ﳚعل سيناريو اﳊرب والصراع مضًّ ر ا ابﳉميع، ﰲ حني يكون سيناريو التعاون اﻷقرب ل تحقيق أهدافها مجيعها، فرغم اﳋالفات العميقة
1- Ibid. p. p 233- 235.
274
Made with FlippingBook Online newsletter