املبحث الثاني:
عوامل تبلور الهوية والبنية الجيوبوليتيكية والجيواقتصادية للهندوباسيفيك
ارتبط ظهور وتبلور مفهوم اهلندوابسيفيك ﲜملة من العوامل والتطورات اإلسرتاتيجية، املتعلقة أساسا ا ابلتطور ﰲ التفكري اإلسرتاتيجي ﲡاه املنطقة من طرف القوى املهتمة هبا، ابملوازاة مع التحوالت رتاتيجي من العامل، الكربى ﰲ إدراكات القوى العاملية لذلك النطاق اﳉيوس بوصفه فضاء جديدا للتفاعالت واملصاحل املتضاربة واملتقاطعة، سواء تعلق اﻷمر ابلقوى املتبنية للمفهوم، أو تلك الﱵ تعارضه، وتعتربه مفهوما مصطنعا، يعكس مصاحل قوى بعضها من خارج املنطقة. كان لقوى العوملة املتنامية، وتزايد التجارة، والتعامل املتبادل بني فواع ل متعددة، كسرت اﳊدود القدمية، وفتحت قنوات اتصال جديدة، والتجند الكبري على ضفﱵ احمليطني، دورها ﰲ تشكيل مقاربة مركبة، ﰲ فضاء ﳛتوي على أكثر طرق املواصالت البحرية حيوية، وأكثر الدول اكتظاظا ابلسكان، والطلب اﻷكرب على الطاقة، وهو مرشح ﻷن تكون مركز العامل سياسيا واقتصاد . اي وقبل دخول اهلندوابسيفيك دائرة اﳋطاب اﳉيوبوليتيكي واﳉيوسرتاتيجي، كان مفهوم آسيا الباسيفيك أو آسيا احمليط اهلادي (Asia Pacific Concept) ، هو السائد منذ أواخر الثمانينيات من القرن العشرين، للداللة على املناطق الﱵ شهدت أسواقا صاعدة، عرفت منوا اق تصاداي كبريا، وكان أتسيس منظمة أ و منتدى التعاون االقتصادي آلسيا احمليط ا ي هلاد (APEC) سنة 1989 ، إيذاان بتبﲏ مفهوم ذا حمليط اهلادي، الذي كان آسيا ا طابع اقتصادي ابﻷساس وليس أمنيا ، وعلى العكس من ذلك ﳚمع
30
Made with FlippingBook Online newsletter