صراع القوى الكبرى في الهندوباسيفيك

املبحث األول:

الواليات املتحدة األمريكية.. التوجه الهندوباسيفيكي األكثر تطرفا

يندرج االهتمام اﻷمريكي ابهلندوابسيفيك، ﰲ إطار أوسع وهو مكانة القارة اآلسيوية ﰲ الفكر اإلسرتاتيجي اﻷمريكي، وﳏوريتها ﰲ سياس ة الوالايت املتحدة اﳋارجية، ومتابعتها عن كثب ملا تشهده القارة الصفراء من تطورات إسرتاتيجية جيوسياسية وجيواقتصادية، مثل ﲢوهلا إﱃ مركز جذب عاملي ﲡاراي واقتصاداي وتكنولوجيا، وصعود قوى آسيوية إقليمية وعاملية، مث ل الصني واهلند وكوراي اﳉنوبية وإندونيسيا، والتهديد الذي أصبحت متثله كوراي الشمالية، وتركز مصاحل أمريكية حيوية اقتصادية وأمنية هناك.وقد عرف هذا التوجه تطورا مستمرا عرب ﳐتلف اإلدارات اﻷمريكية، خاصة منذ عهد "جورج وولكر بوش" (George W. Bush) اب ، مرورا بـ" راك أوابما" (Barack Obama) ، ودوانلد ترامب (Donald Trump) ، وصوال إﱃ "جو ابيدن" (Joe Biden) ، وإن كان ذلك التوجه واالهتمام بدرجات وأدوات ﳐتلفة. وضع الرئيس اﻷمريكي "بوش االبن" سياسة "التحول إﱃ آسيا" (Shift To Asia) ، الﱵ عكست رغبة أمريكية ﰲ زايدة القدرات العسكرية ﳊلفائها ﰲ املنطقة، وتقوية التوافقات املتبادلة معهم، وضمن هذا اإلطار أيدت الوالايت املتحدة اﻷمريكية سنة 2007 ، املقرتح الياابﱐ بتأسيس منتدى للحوار اﻷمﲏ ﰲ القارة، عرف فيما بعد ابسم "منتدى اﳊوار اﻷمﲏ الرابعي"، الذي ضم إﱃ جانبها الياابن واهل ند وأسرتاليا، ونشرت ابلتوازي مع ذلك 60 % من غواصاهتا النووية اهلجومية ﰲ منطقة احمليط اهلادي، غري أن ﲣوف إدارة بوش من استفزاز الصني بتلك اإلجراءات، وانشغاهلا

59

Made with FlippingBook Online newsletter