صراع القوى الكبرى في الهندوباسيفيك

ولكن توظيف هذا املصطلح ﰲ العقيدة اإلسرتاتيجية اﻷمريكية أتخر إﱃ غاية ديسم / رب كانون اﻷول 2017 ، حني متت اإلشارة إﱃ املفهوم صراحة ﰲ تقرير إسرتاتيجية اﻷمن القومي (NSS) اﳉديدة، الﱵ أعلنت بداية عهد ج ديد من التنافس اإلسرتاتيجي، مع إعادة توجيه الوالايت املتحدة إلسرتاتيجيتها ﳓو "منطقة اهلندوابسيفيك"، ابملوازاة مع التمدد الصيﲏ هناك اقتصاداي وعسكراي (1) . لتكون بذلك إدارة "دوانلد ترامب"، أول من أدخل مصطلح "اهلندوابسيفيك" ضمن الواثئق القومية اﻷمريكية، ووظفته لتعريف املنطقة وإعادة تشكيل سياستها اﳋارجية ا ﲡاهها، و ت مت صياغة السياسة اﻷمريكية ا ﲡاه املنطقة على ضوء كون الصني قوة صاعدة ومراجعة (Revisionist Power) ، بناء على افرتاض أساسي مفاده أن الصني والوالايت املتحدة عالقتان ﰲ صراع قوة (2) . مث توالت بعدها ﰲ عهد "ترامب" عملية االعرتاف مبحورية وتبﲏ اهلندوابسيفيك ﰲ اإلسرتاتيجية اﻷمريكية، وهو ما تدل عليه ﳐتلف الواثئق القومية الرمسية اإلسرتاتيجية واﻷمنية الﱵ رتاتيجية الدفاع القومي ﰲ يناير/ كانون الثاﱐ صدرت بعد ذلك، مثل إس 2018 اث ، الﱵ تعد نية وثيقة أمريكية يرد فيها مفهوم منطقة اهلندوابسيفيك، ويعطى فيها اﻷولوية حﱴ قبل مناطق أخرى، كانت ذات حظوة ﰲ الفكر اإلسرتاتيجي اﻷمريكي مثل أورواب والشرق اﻷوسط، مما يربهن على املكانة اإلسرتاتيجية الكربى واﻷساسية الﱵ أصبحت ﲢظى هبا املنطقة ( 3 ) . وﰲ يوم 1 يونيو/ حزيران 2019 ، كشف "البنتاغون" رمسيا عن إسرتاتيجيته اﳉديدة اﲡاه منطقة اهلندوابسيفيك، الﱵ تضمنت أتكيد االرتباط التارﳜي بني الوالايت املتحدة اﻷمريكية واملنطقة، ايت الﱵ تواجهها هناك، وكانت القوة الصين ومشلت أيضا االﲡاهات والتحد يةال صاعدة أول تلك الت حدايت على اإلطالق، مبا ﰲ ذلك اﳋالفات اإلقليمية، وعسكرة عدد من اﳉزر الﱵ تطالببها

1- Kevin Rudd, " Strategic Trends across The Indo-Pacific region " . Op. Cit. 2- Kaewkamol Karen Pitakdumrongkit, The Impact of t he Trump Administration’s Indo - Pacific Strategy on Regional Economic Governance. Op. Cit. P. 4. 3- Pooja Bhatt. Op. Cit. p. 61.

63

Made with FlippingBook Online newsletter