املبحث الثالث:
أستراليا.. أول مُتبن رسمي ا ملفهوم الهندوباسيفيك
توصف أسرتاليا أبهنا قطعة من الغرب ﰲ غياهب الباسيفيك، فهي وإن كانت بعيدة جغرافيا عن الغرب، ف إهنا جزء منه حضاراي وثقافيا، وحﱴ من حيث التوجهات السياسية واإلسرتاتيجية، فهي حليف للقوى الغربية عرب اترﳜها، خصوصا اململكة املتحدة برتابطها مع التاج الربيطاﱐ، وعضويتها ﰲ منظمة الكومنولث، و حليف ل لوالايت املتحدة اﻷمريكية حاليا، وهو ما جعلها قاعدة متقدمة للغرب ﰲ تنفيذ سياساته وإسرتاتيجياته هناك، ومواجهة القوى اآلسيوية الصاعدة واملنافسة لنفوذ ال وهيمنة الوالايت املتحدة اﻷمريكية، وذلك ما يعطيها أهم مكامن قوهتا وحيويتها اإلسرتاتيجية، و سيما أن التفكري اإلسرتاتيجي اﻷسرتاﱄ كان سباقا ﰲ النظر إﱃ منطقﱵ احملي طني اهلندي وا ، هلادي على أهنما منطقة مصاحل وتفاعل واحدة، ضمن ما يعرف بفضاء اهلندوابسيفيك. و تعترب أسرتاليا كذلك قوة متوسطة تقليدية، وقد وُضع أساس ذلك منذ فرتة طويلة تعود إﱃ ﲢضري مؤمتر سان فرانسيسكو سنة 1945 ، والحظ الكثري من الدارسني عددا من توجهات سياس مما جعلها ت تها اﳋارجية، الﱵ تعطي اﻷولوية لألمن والتجارة، صنف قوة متوسطة براغماتية، وهو ما جعلهافاع مؤثرا ال على الصعيد العاملي ﰲ بعض القضااي، وعلى الصعيد اإلقليمي خصوصا، مع اعتبارها فاعال هاما ﰲ منطقة اهلندوابسيفيك، ( 1 ) و ال سيما أهنا دولة ذات وضع متميز، فهي منفتحة على احمليطني اهلندي واهلادي معا، وهذه اﳊقيقة اﳉغرافية جعلتها قريبة من القوى الغربية من جهة،
1- Gabriele Abbondanza. Op. Cit. p. 410.
78
Made with FlippingBook Online newsletter