واترﳜيًّ ا، تعد اهلند موطنا لنشوء وتطور فكرة اهلندواب سيفيك، حيث ﲡد هذه اﻷخرية جذورها العميقة ﰲ الرتاث الفكري اهلندي، فهنالك من يعيدها إﱃ اﳊقبة املغولية ﰲ اهلند، عندما ألف اﻷمري املغوﱄ "دارا شيكوه" ) (Dara Shikoh عام 1655 م، كتابه الذي محل عنوان "التقاء البحرين" (Confluence Of The Two Seas) ، وﲢدث فيه عن االرتباط بني اﳊضارات عرب احمليطني اهلندي واهلادي، وبعد قرابة 400 سنة من صدور ذلك الكتاب، جاء رئيس الوزراء الياابﱐ اﻷسبق "شينزو آيب"، واقتبس عنوانه ليكون عنواان ﳋطابه التارﳜي أمام الربملان اهلندي عام 2007 ، الذي أسس فيه لفكرة اهلندوابسيفيك املعاصرة ( 1 ) . وﰲ منتصف القرن العشرين، كانت اهلند من أول الفواعل الﱵ أحيت فكرة اهلندوابسيفيك، عن طريق زعيمها التارﳜي "جواهر الل هنرو" (Jawaharlal Nehru) ، الذي أشار إﱃ احمليطني اهلندي واهلادي ﰲ السياق السياسي واآلسيوي، وربطها إبدراكه لقوة اﳊضارة اهلندية القدمي ة وامتداداهتا ﰲ املنطقة، وبفكرته حول قوة آسيا ﰲ السياسة العاملية، ولكن طرحه هذا مل يرتق إﱃ مستوى التخطيط اإلسرتاتيجي أو حﱴ خري طة الطريق، بل بقي ﳎرد فكرة كغريها من اﻷفكار اﻷخرى الﱵ كانت يزدحم هبا عقل الزعيم الطموح مثل عدم االﳓياز وصعود آسيا، وتبني أهنا فكرة سابقة ﻷواهنا ومل تنضج بعد، ومل يركز كثريا على ﲢويلها إﱃ خطة عملية، وركز بدال من ذلك على فكرة عدم االﳓياز، وتضافرت مجلة من العوامل لتجهض الفكرة ﰲ مهدها، مثل افتقاد اهلند لإلمكاانت الالزمة لقيادة مشروع بتلك الضخامة، وانشغاهلا ابلتحدايت االقتص ادية واالجتماعية والسياسية الﱵ تواجه أي دولة حديثة االستقالل، ومن انحية أخرى مل تكن دول املنطقة حينها مثل الياابن وأسرتاليا تنظر إﱃ ا هلند على أهنا قائد طبيعي ومؤهل لقيادة هذه الفكرة، وابلتاﱄ مل ﲢصل على الدعم الالزم، كما أن بداية اﳊرب
1- Shinzo Abe. Op. Cit.
88
Made with FlippingBook Online newsletter