شواطئ الإبداع
متنوعة لينطلق من الواقع إلى التجريب، حيث إن التجريـب يخضـع لعمليـات فكريـة متداخلة من خلالها تنشأ المتعلقات التشـكيلية الجديـدة، فهو سلوك يساعد على نمو التفكير ًًا والأداء الإبداعي، فالتجريب أصبح سياقا ثقافيا يمثل بُُعد جديدا كفكر ومفهوم في صياغة العمل الفني. إن أعمال الفنان محمد الأستاد باعثة للأمل والسعادة والتفاؤل ولا تغيب عنها الشمس والرمال والبحر، حيث إن موضوعاته يسودها حس إنساني وواقعي مصحوب بلمسة تعبيرية، ويتضح ذلك جليا من خلال روائعه وإبداعاته المعروضة، فأعماله تعد بمنزلة نافذة على العالم والتنوع الثقافي ليؤكد بما تحتويه ًًا على شخصيته الإبداعية، كما تحمل أعماله بين ثناياها أبعاد فكرية وفلسفية وإنسانية يسعى جاهدا من خلالها لتأصيل القيم الجمالية والتراثية للهوية الإماراتية خاصة، والعربية عامة نظار إلى تعدد الثقافات في البيئة الإماراتية مما ينتج عنها من نظام التفاعل الثقافي وتعدديته الثقافية بنسيج فكري جديد ليعبر عن الهوية الإماراتية المعاصرة للتعايش والتبادل الثقافي الفني المثمر، وهو بهذا المنهج التشكيلي المتميز للفنان يكتسب موقعا متمي از من جيل الرواد ووسط جيل معاصريه من الفنانين والمبدعين التشكيليين الإماراتيين والعرب معا على السواء، وذلك بالاطلاع على الثقافات العربية وتبادل الخبرات التشكيلية بين فناني ومبدعي الوطن العربي لإثراء الفكر والمعرفة وتعريف الشباب التشكيليين الجدد بروادهم وأعلامهم في هذا المجال الإبداعي الخصب للفن التشكيلي الإماراتي المعاصر. في النهاية، تظل «دانات الشواطئ» مثالا حيا على قدرة الفنون الإماراتية على التكي ّّـف مع الزمن، إذ تجمع بين أصالة الماضي وروح المعاصرة في توازن فني فريد، هذه الملحمة البحرية ليست مجرد فن، بل هي جزء من الهوية الثقافية التي تتنقل عبر الأجيال لتظل تشهد على أصالة الشعب الإماراتي ومرونته في مواجهة تحديات العصر، فتظل «دانات الشواطئ» حكاية تناغم مع البحر والبر وتحمل بين كلماتها تاريخا وأملا ًً، وتثبت أن الأصالة يمكن أن تظل نابضة بالحياة في زمن المعاصرة.
بالفنون التشكيلية والاهتمام بالنقد الفني البناء والموضوعي والواقعي ذي الدلالة التعبيرية حتى تتم الاستفادة من الإبداع الفني وتؤرخ أعمال الفنانين الإماراتيين الذين، إلى الآن، لم يصل إلينا عنهم إلا القليل ويجب أن نبتعد عن المجاملات المدفوعة بالمصالح والأقلام المزيفة البعيدة عن الواقع، ولذا تجب وقفة لتصحيح المسار بكل موضوعية وشفافية لنبني ولا نهدم، ول ِِت ََقب ّّل النقد البن ّّاء للأعمال الفنية، ونشر ذلك عبر وسائل التواصل الاجتماعي والبرامج التعليمية عن بُُعد وقنوات الاستفادة من الثقافة الغربية الأجنبية لفنانين يعكسون الشخصية العربية بأسلوبهم الخاص ويدعمون فنهم لعرض أفكارهم وثقافتهم والاهتمام بجيل الرواد والفنانين الإماراتيين الأوائل». وأضاف: «أتمنى أن يكون هذا العمل بمثابة (علم ينتفع به) لمحبي ومتذوقي الجمال ودارسي الفنون التشكيلية وبخاصة طابل الدراسات العليا والبحوث في الوطن العربي». تجريب وتأصيل سيعد هذا المعرض بمنزلة موسوعة علميه وفكرية لتروي ظمأ الباحثين العرب في مجال الفنون التشكيلية وبخاصة في مجال التجهيز في الفراغ والرسم والتصوير العربي المعاصر، حيث إن التجريب في الخامات المختلفـة بحثـا عـن أساليب وتقنيات جديدة تثري مجال التوظيف الفني والجمـالي. فقد ظهرت التجارب المتنوعة للفنان مع الخامات والتقنيات جمالية وحسية وتعبيرية ا � المستحدثة فأوجد بها قيم
أكاديمية من الإمارات
المراجع المعتمدة: )، حوار شخصي في مؤتمر الأمم 2023 ديسمبر 9 - الأستاد الحمادي، محمد ( .COP28 المتحدة للتغير المناخي
117
116
2025 مايو 307 / العدد
«دانات الشواطئ» مزيج من التراث والمعاصرة في ملحمة إماراتية
Made with FlippingBook Digital Publishing Software