مزن الشعر
النخلة.. إرث تاريخي النخلة، في المخيال الإماراتي، «سيدة الأشجار»، كما يراها ناصر بن سالم العويس، فهي مرآة البيت، وعنوان الخير، وسند العائلة، وامتداد للأنساب والكرم.. هي صورة الأم، بكامل شهامتها وحنانها.. وحين تغيب، يغيب وجه البيت، وينكسر قلب الحقل. وقد شاخت نخلة من صنف «صلاني» كانت في منزل والدة العويس، وأصبحت وحيدة، بعدما هجرت الحياة المكان، فخاطبها يسأل عن ماض انقضى، وناس رحلوا، وبيوت خلت، إذ أصبحت شاهدة حزينة على خلو المكان، تماما كما الأم التي بقيت تنتظر أبناءها، وهم لن يعودوا: ّّبانشــــــــــــــــــــــــــــــــدْْك يــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا «الصلانــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــي» ِِعــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــن مــــــــــــــــــــــــــــــــن خرفْْــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــك ويََــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــد فــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــي سالــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــف الأزمــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــان يـــــــــــــوم عـذوجـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــك هـِِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــد ََد خرافــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــك فـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــي صيانـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــي ِِيــــــــــــــــــــــــــــــــوم القيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــظ يْْهََمِِـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــد سن ّّــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــك ســــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــت وثمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــان ِِومــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــن البكـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوس تْْعََــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــد خبّّرنــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــي بالبيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــان ِِواشــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرح لــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــي مــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا وِِرََد ويــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــن اهــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــلك واليََـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــران ِِأهـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــل الوفـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا والــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــود كلهـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــم أهــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــل واخــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوان ََــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــد ِِلا ح ِِقــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــد ولا ح ِِس ََّــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوا البيبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــان مــــــــــــــــــــــــــــــــا صك يــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوم الخاطـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــر ور ََد لا تنشــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــد عــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــن يرانـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــي ماشــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوف منهــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــم حــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــد نــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــي ا سبحـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــان مــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــن خ ََلّا أشــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوف هـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــذا النــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــد عليــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــه مْْــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــن المبانــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــي فْْــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــلََل مــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا تِِنْْعََـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــد حدايـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــق وبستــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــان ْوْشــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــارع مِِمتـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــد
الشجر وهوى الشعراء
خالد صالح ملكاوي تكن الشجرة يوما في حياة الإماراتي منفصلة عن كينونته؛ ففي ظلها احتمى من قيظ الشمس، ومن ثمارها تغذ ّّى وغذ ّّى لم بهائم ََه، وبجذوعها سق ََف مأواه، وبأوراقها داوى جراحاته، ونسج منها معنى البقاء. وللشجرة قوة جذب روحية.. يدرك أطيافها ويستشعروميضها الشعراء قبل غيرهم، لذا فقد تسللت إلى القصيدة، ككائن روحي يتشابك مع إحساس الشاعر، ويصبح امتدادا لروحه.. كائن يشارك الإنسان تفاصيله الصغيرة: صبره، غربته، عزته، وحتى موته. لقد أنسنها الشعراء، خاطبوها كما يخاطب العشاق حبيباتهم، وكما يناجي الأب أبناءه، وكما تبكي الروح حين تفقد مأواها، وصارت في وجدانهم لا تموت. لقد مث ََّلت الشجرة رم از من الرموز المثقلة بالإرث التاريخي، وشك ََّلت قطبا جاذبا لهوى الشعراء في التغني بها، والتوح ّّد مع وجعها، فجعل الشعراء الإماراتيون الشجرة امتدادا لذواتهم.. سكنت وجدانهم، وغدت مرآة للروح، فخلعوا عليها كل صفات الحياة والنمو، وأسكنوها في نفوسهم مساكن أهلهم وأحبتهم، فباتوا يتأثرون لما يصيبها من ج ََور أو أذى بفعل الطبيعة أو بفعل الإنسان، ويبثونها أشجانهم.
119
118
2025 مايو 307 / العدد
الشجر وهوى الشعراء
Made with FlippingBook Digital Publishing Software