مسفر الدوسري.. شاعر التفعيلة وصوت الأصالة والتجديد نجوم لا تغيب
من قصائده: «مكان رومانسي»:
وله كذلك : حس ََبت .. أن النهار شمس وبس بعض سوالف نور! أثر النهار انتي وما تغزل ايدينك.. من الحرير فالقلب من ش ِِعْْر ولين شعور! وما تجنّّحين من ريش
هذا المكان.. ساحر.. موحي.. رومانسي حيل .. على البحر شرفة .. وشمع.. وموسيقى.. وليل .. وكل النجوم هناك.. لولا الحيا .. بتسيل حبيبتي عيونك.. مكان .. رومانسي حيل لا غمضت عينك .. ما للبحرساحل ما للشواطي مد .. ويضيع نجم سهيل لا غمضت عينك .. ما للسما قمره ولا بقى بكره ولا اشتهت شمعه ذاك المسا تسهر.. ولا ضوى قنديل.. لا غمضت عينك .. تحزن حمامة حب وبيسكت بيانو واحباب يفترقون ماكنهم .. كانوا.. ويدفى حضن منديل. لا غمضت عينك صار البحر عاري ماي .. وحصى .. واعشاب صارالمدى وحشه وصارالتراب.. تراب وتموت فيه نخيل
مريم النقبي الشاعر مسفر الدوسري أحد أبرز الأسماء الشعرية يُُعد في المملكة العربية السعودية والخليج العربي. شاعر سعودي ترك بصمة فارقة في الساحة الأدبية، وقد تميز بأسلوب شعري فريد جمع بين الأصالة والتراث من جهة، وروح الحداثة والتجديد من جهة أخرى. تميّّز الراحل بكونه من روّّاد قصيدة التفعيلة في الشعر المحكي بمنطقة الخليج العربي، إذ اعتمد في إبداعه على الصورة الرمزية، وعُُرف شعره بعذوبة المفردة، وصدق الإحساس، وعمق المعاني. فكانت قصائده مرآة تنعكس عليها مشاعر الإنسان وهمومه، وتنبض بوجدان العصر وهمسات الروح. بدأ الدوسري رحلته الأدبية من خلال نشر قصائده في الصحف والمجلات الأدبية المحلية، حيث لفت الأنظار إلى موهبته المبكرة، ومنذ بداياته سلك طريقا مختلفاًً، اختط فيه أسلوبا خاصا به، مزج فيه بين التراث الشعري العربي الأصيل وروح العصر الحديث، متناولا في قصائده موضوعات إنسانية واجتماعية ووطنية. وقد كتب عن الحب والحنين، والهوية، والقيم الإنسانية، فكان شعره صوتا يحمل وجع الإنسان وأحلامه. أثرى الدوسري المكتبة الشعرية بإصداراته، حيث صدر له ديوانان شعريان هما: «صحارى الشوق» و«لعيونك أقول»، ، 2011 كما أصدر كتابا نثريا بعنوان: «ما لم أقله شع ار ًً» عام جمع فيه أربعين مقالا من كتاباته الصحفية المنشورة في ، وقد حمل هذا 2009 و 2007 جريدة «الجريدة» بين عامي العمل مزيجا بين شعرية النص وجمالية المعنى في قالب نثري
في غافي أفراحي ويطير باحساسي بوسع المدى عصفور! أثر النهار وجهك أثر النهار صوتك وحالي طعم توتك واللي ترش ّّينه من سك ّّرك فيني وأصير به مغرور!
حبيبتي والله .. لاغمضت عينك.. ما للبحر شرفه .. ولا بقى قلبي.. مكان .. رومانسي حيل
راق ٍٍ، عالج فيه موضوعات الحب والعلاقات الإنسانية. وفي المجال الصحفي، كان الدوسري من أوائل مؤسسي في ا � واسع ا � مجلات الشعر الشعبي التي حققت رواج الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي، فقد أسس مجلات «المختلف»، و«فواصل»، و«مشاعر»، التي أسهمت بدوركبيرفي إثراء الساحة الشعرية وإبرازالمواهب، كما كتب الأعمدة والمقالات في عدد من الصحف، مما أضاف إلى حضوره الثقافي بُُعدا فكريا ممي ازًً. ولم يتوقف عطاؤه عند الكتابة والنشر، بل كان حاض ار في العديد من الأمسيات الشعرية والمهرجانات الأدبية داخل المملكة وخارجها، وحظي خلالها باحترام النقاد وتقدير الجماهير، لما يمتاز به شعره من صدق وشفافية. ، رحل مسفر الدوسري 2025 في السادس عشر من يناير عام عن هذه الدنيا، تاركا وراءه سيرة عطرة، وذك ار طيباًً، ومفردة نديّّة تأبى النسيان. وسيظل اسم الشاعر مسفر الدوسري محفوار في ذاكرة الشعر، وصوته يتردد في وجدان كل من أحب الكلمة الصادقة، والشعر الذي يلامس القلب.
شاعرة وباحثة إماراتية
125
124 مسفر الدوسري.. شاعر التفعيلة وصوت الأصالة والتجديد
2025 مايو 307 / العدد
Made with FlippingBook Digital Publishing Software