المخطوطات في الإمارات: إرث ثقافي وتاريخي متجدد
الغني فقط، ولكن لتطوير تطبيقات حديثة في مجالات أخرى مثل: الطب والفضاء أيضاًً. اكتشاف مذهل في متحف زايد أثمر استخدام التصوير متعدد الأطياف في الإمارات عن اكتشافات مثيرة، ففي نوفمبر الماضي، أعلن متحف زايد الوطني في أبوظبي عن اكتشاف مذهل باستخدام تقنيات التصويرمتعدد الأطياف، حيث تم الكشف عن آيات من سورة النساء كانت مخبأة تحت طبقة زخرفية من الذهب في صفحة . ) 1( من «المصحف الأزرق» وتركزسورة النساء على حقوق المرأة، وقانون الميراث، ورعاية . ) 2( الأيتام، وزواج النساء، والدفاع عن العدالة ورجّّح الباحثون أنه ربما تم دمج الزخارف في هذه الحالة لتصحيح خطأ خطاط، الذي ربما كان يتضمن نسخ نص صفحة من النص القرآني. ولأن تكلفة إنتاج المخطوطة كانت مرتفعة للغاية بحيث لا تبررالبدء من جديد على ورقة جديدة من جلد الغنم مصبوغة باللون النيلي، فقد تمت تغطية النص بأنماط معقدة. هذه الإجراءات الناتجة عن القرارات التي اتخذها الخطاطون هي جانب من جوانب إنتاج المخطوطات لم يتم تسليط الضوء عليه من قبل بالنسبة للقرآن الأزرق، ونادار ما يُُرى في المخطوطات الإسلامية في هذا العصر. عُُرضت هذه الصفحة من القرآن الأزرق في معرض «من خلال الاتصالات» بمتحف زايد الوطني الذي سلط الضوء على كيفية توسيع أهل الإمارات القديمة لآفاقهم، وكيف أثرت المواد والتقنيات
والمعرفة الجديدة على حياتهم، وكيف انتشر الإسلام، وكيف . ) 3( تطورت اللغة العربية المصحف الأزرق المصحف الأزرق هونسخة من القرآن الكريم يعود تاريخها إلى ميلادي. تشتهر المخطوطة 900 إلى 800 ما بين الأعوام من بصفحاتها الزرقاء الزاهية أو النيلية، وزخارفها الفضية، وخطها الكوفي الذهبي. ويُُعتقد أن لوحتها اللونية تشير إلى المخطوطات المصبوغة باللون الأرجواني والمذهبة المصنوعة في الإمبراطورية البيزنطية المجاورة.
متحف زايد الوطني في الحياة الثقافية والأكاديمية في الإمارات وخارجها. ابتكار التصوير متعدد الأطياف ) عام MSI( بدأ استخدام تقنية التصوير متعدد الأطياف ّر في الأصل لتطبيقات الاستشعار عن بُُعد، مثل �ِّ ، وطُُو 1999 الرصد البيئي، ولكنه استُُخدم منذ ذلك الحين في مجموعة متنوعة من التطبيقات العلمية، بما في ذلك التصوير الطبي والزراعة والبستنة، وتكنولوجيا علوم الأغذية وعلم الفلك. وكانت التجربة الأولى لاستخدامه في فحص المخطوطات للكشف عن كتابات مخفية داخل مخطوطة رق (جلد) لعالِِم الرياضيات اليوناني القديم أرخميدس، وتعد هذه التقنية غير الجراحية مناسبة بشكل خاص للعمل مع الرق، وهو مادة ورقية فريدة مصنوعة من جلد الحيوانات، حيث يُُمكن الكتابة على سطحها ثم «محوها» بأعجوبة عن طريق الكشط لإعادة استخدامها من قِِبل ناسخ لاحق. كان هذا التدوير شائعا في عالم البحر الأبيض المتوسط القديم والأوسط. وكانت النصوص تأتي وتختفي، لكن الرق كان باهظ الثمن وذا قيمة دائمة للن ُُّساخ. وكانت الكتب التي لم تعد ت ُُعتبر ضرورية أو مرغوبة تُُفك أحيانا ًً، ويُُكشط الرق ويُُعاد استخدامه لإنشاء
تم كتابة النص بالخط الكوفي، وكما هي الحال في المصاحف المبكرة الأخرى، فإن النص هنا تصعب قراءته لأن الحروف تم التعديل بها لجعل كل سطر بالطول نفسه، وتم حذف العلامات اللازمة للتمييز بين الحروف. ورقة، كل منها مصنوعة 600 تألفت النسخة في الأصل من من جلد الغنم. كانت أوراق المخطوطة معروفة للعلماء منذ السنوات الأولى من القرن العشرين، لكنها لفتت انتباه العلماء على نطاق واسع لأول مرة في سبعينيات القرن العشرين، بعد نشر العديد من الأوراق في معارض دولية مثل: فنون الإسلام في لندن. Hayward في معرض وقد نُُسبت النسخة إلى دول عدة فهي إما إلى إيران في القرن التاسع، وإما إلى تونس، حيث قيل إن الجزء الأكبر من المخطوطة بقي هناك، وقد رأى بعض العلماء أن المخطوطة ربما تكون قد أُُنتجت في الأندلس في العصر الأموي، أو في صقلية في عصر الكلبيين، أو في العراق في العصر العباسي. صفحة في مجموعات خاصة 100 اليوم، لا يوجد سوى نحو ومتاحف حول العالم، وتم عرض خمس صفحات منها في . ) 4( متحف زايد الوطني ًًا وألقى البحث الإماراتي الرائد حول القرآن الأزرق ضوءا جديد على أصول هذه المخطوطة المهمة وإنتاجها، وأكد على دور الإمارات في الحفاظ على التراثين الإسلامي والعالمي، ودور
15
14
2025 مايو 307 / العدد
متحف زايد الوطني يكتشف نصا مخفيا في «المصحف الأزرق» التصوير متعدد الأطياف يكشف أسرار المخطوطات
Made with FlippingBook Digital Publishing Software