المخطوطات في الإمارات: إرث ثقافي وتاريخي متجدد
محمد نجيب قدورة بستان العقل المثبت الشاهد على العصور، وهو كذلك في كتب الأديان والعلوم والحكايات والأساطير، فالله الكتاب عل ّّم بالقلم والكتاب المسطور لم يغب عن ساحة الفنون، حيث انتقلت الحروف المتفق عليها من العين الباصرة إلى اليد الحاذقة الماهرة لتغرف المداد صبّّابة إيّّاه على العظام العريضة أو سعف النخل في جريده أو جلود ك ُُشطت أو حجارة نُُقشت ونُُحتت، أو شك ّّلت مسلات خالدات في حضارات العالم.. هكذا ابتدأ قطار رحلة الكلام المكتوب المخطوط لنراه يجس ّّد في كتب مؤلفة ورسائل مدبجة ووثائق مصدقة عند كاتب عدل يميزبين الخطوط وهويتابع تطورها من خط نسخ إلى رقعة إلى ديواني إلى فارسي، والجميع وأولهم نحن العرب نعرف أن خدمة كتاب الله كانت وراء تطويرالخط والمخطوط وأن التفنن في ساحات الفن الخطي له ما له من التقدير والإجلال عند كل صاحب ذوق رفيع، فكان المشاهير من الخطاطين للقرآن الكريم كعثمان طه على سبيل المثال. المخطوطات والخط العربي إرث ثقافي في الإمارات: وهوية فنية
إلى النور، تبع ذلك محاضرة للدكتور عز الدين إبراهيم، مستشار الشيخ زايد - رحمهما الله - عندما ألقى الدكتور عز الدين محاضرة عن رسائل الرسول محمد صلى الله عليه وسلم إلى عظماء العالم وملوكها، وبعد الاطلاع على النصوص من بطون الكتب أهداني الدكتور صورة عن نسخة أصلية لرسالة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم إلى هرقل عظيم الروم، وشرح لي كيف حصل على الصورة من الأردن وما هي رحلة الرسالة الوثيقة. وعند بحثي في مسيرة الشاعر الإماراتي أحمد عبد الرحمن بوسنيدة في قصائده الفريدة تعرفت سيرة الشاعرلأقرأ وصف الباحث الدكتورعبد العزيزالمسلم لأحمد
أقول: ما بدا جفا، هذا صحيح عندما ننظر إلى الخط العربي القديم فنراه في هندسته الفنية يتشكل وفق الذوق العام، لأن العرب كانوا يفهمون المخطوط غير المنقوط أو المشكول... والمهم في هذا السياق أن صناعة الخط أفرزت لدينا فن الخط وحرفة النسخ وأوجدت الحاجة الماسة لاختراع الورق من عجائن ألياف البردي أو النخيل أو الك ِِتّّان. وكل له مزاياه سواء صنع في سمرقند أم بغداد أم غرناطة، ليظل الكتاب المخطوط الأيقونة في توثيق السبق العلمي والثقافي. أما بعد: فقد كان لي شرف التعامل مع التأليف والبحث والتحقيق، وكان لي معايشة لعمي الخطاط الرسام ولمشاهير خطاطي حلب من مثل (محمد علي مولوي) أيضاًً، وشهدت معارض للخط في «جمعية العاديات» في حلب، وآخرين من مشاهير الخط كشيخ الخطاطين تلميذ المولوي ومؤسس جمعية الخطاطين (محمد أمين السم) المولود في إدلب المقيم في حلب والذي شارك في معارض أقيمت في دول عربية وعالمية منها الإمارات مع خطاط مصحف الملك فهد المبدع الخطاط الدمشقي (عثمان طه). ولأني كذلك كنت أتابع «مركز جمعة الماجد» بعد معرفتي بثراء «مركز جمعة الماجد» للثقافة والتراث بالمخطوط العربي وعرفت من الأخت شيخة المطيري ما يقوم به المركز من أعمال رائعة في اقتناء المخطوطات وترميمها والحفاظ عليها أو تحقيقها وإخراجها
19
18
2025 مايو 307 / العدد
المخطوطات والخط العربي في الإمارات: إرث ثقافي وهوية فنية
Made with FlippingBook Digital Publishing Software