torath 307- May-2025

المخطوطات في الإمارات: إرث ثقافي وتاريخي متجدد

المخطوطات لسان منجزات التراث وصورتها الحاضرة

تعريف المخطوطات يعود وجود المخطوط أوالمخطوطة إلى ما س ُُمي بالتدوين كما أشرنا من قبل، وتم اشتقاق اسمه من فعل التدوين نفسه، ودُُوّّن في اللغة أي خط ويخط، والمقصود في ذلك المكتوب باليد الناسخة للمنجزات والموجودات الواصفة لها ولمكوناتها ، والذي ) 1( وهو ما أكدت عليه المعاجم والقواميس اللغوية تُُعََرّّف من خلاله المخطوطات بأنها: «أوعية علمية بالغة الأهمية في معرفة الماضي وحضارة الإنسانية وبذلك تكون المصادر الأولية لما ورد من معلومات ومعارف عن المنجزات المتعلقة بالعلوم والفنون الأدبية وغير الأدبية والتفاسير الفقهية الدينية وصروح التعابيرالمتعددة التي تم إنجازها عبر زمن موغل في الْْقِِدم». تعاظم فوائد المخطوطات مع عدم توقف العجلة الزمنية يستجد خلالها كثير من المتغيّّرات والاكتشافات القديمة منها والحديثة تضاف إلى الحياة الإنسانية وإلى ذاكرتها في الجوانب المعرفية والثقافية المفتوحة على التعدد، ويكتسب رصدها والتعرف على مكتشفها والمتسبب بوجودها أهمية متزايدة حيث

أحمد حسين حميدان المخطوطات بأنواعها المتعددة والمختلفة انتقال تعتبر من الحقبة الشفوية إلى المدونات الكتابية الباقية كشاهد على الإنجازات الإنسانية العلمية والأدبية والثقافية بمعناها الجامع وبذلك يصبح المخطوط ويكون لسان المنجزات الماضية التراثية وصورتها الحاضرة في الدورة الزمنية المتجددة بلا توقف؛ وإذا كان الاهتمام بهذا المخطوط ِن فيه ابتدأ ضمن الفترة السابقة من الهواة الأثرياء �ِّ وما دُُو ومُُجََمّّعي الكتب النادرة من قِِبل الأوروبيين، فإن الاهتمام شمل لاحقا الدول والمؤسسات العربية والخليجية عموما ودولة الإمارات العربية المتحدة على وجه الخصوص إدراكا منها ومن مؤسساتها بأهمية المخطوطات وما حملته في مدوناتها التعبيرية من توثيق لحياة الأجداد في جوانبها المتنوعة متحولة من خلال ذلك إلى مصدر مهم للتراث الديني والثقافي وملامحه الإنسانية والوطنية وذلك بنقلها نشاط السكان وما يرشح عنه من منجزات في مجتمعاتها ومناطقها التي من ضمنها المجتمع الإماراتي على امتداد جغرافية الدولة المتحدة.

تتضح من خلال المدونة التي يتم فيها نسخ معطيات هذا الرصد المعالم الأولى لمكونات هذه الموجودات في الكون الحياة وفضائه المتنوع والرحب وهو ما ساهم بتعاظم فوائد ما خطته المخطوطات في مدوناتها التي سبقت الطباعة بما قدمته حول هذه الموجودات وأصولها وتحوّّلت بفضل ذلك إلى مراجع ازداد عددها في المكتبات العامة والخاصة وأُُط ْْلِِق عليها أمهات الكتب واعتُُم ِِدت مراجع للعلماء والباحثين الذين يتوخون الدقة والمصداقية في المعلومات والنتائج التي يستخلصونها في أبحاثهم التاريخية والعلمية والثقافية المتعددة والوافدة من عصورها القديمة فيتم إثراء العصر الراهن بتراث دقيق في منجزاته وخلاصاته فيتحقق عبرها الوصل بين الماضي والحاضر الذي يتمكن مََن يعيش فيه التعرف على الحضارات السابقة ومعرفة بيئة الأجداد وشكل حياتهم فيها وما أنجزوه وتركوه قبل رحيلهم إلى الزمن الآخر الذي مضى. بنية المخطوطات.. أدواتها وأنواعها قبل أن تبلغ المخطوطات ق ََواما آخر في بنيتها من التطورات الحديثة والمعاصرة كان مبتداها يخضع بشكل مباشر لمعطيات البيئة الصحراوية التي يعيش العرب فيها، حينئذٍٍ، ما جعل رقعتها الأولى من جريد النخيل وصفائح أضلاع

بعض الحيوانات الكبيرة كالإبل وما يسمى باللخاف وهي حجارة بيضاء عريضة ومسطحة وجلود الحيوانات وقطع من الأقمشة البيضاء التي كانت متوافرة ضمن بضائع القوافل التجارية وأخي ار الورق الذي يعتبر المادة الأهم للمخطوطات والتي انعكس عنها وعن المواد التي سبقتها الأداة التي تُُكتب بها المخطوطة والتي أطلق عليها العرب» اليراع» و«المزبر» ثم «القلم» المصنوع من القصب ومن الخشب ومن العظام

47 2025 مايو 307 / العدد

46 المخطوطات لسان منجزات التراث وصورتها الحاضرة

Made with FlippingBook Digital Publishing Software