المخطوطات في الإمارات: إرث ثقافي وتاريخي متجدد
وترميم الممزق والناقص منها وما قامت به دولة الإمارات في سبيل المخطوطات وترميمها يتبين منه عِِظم اهتمامها بقيمة المخطوطات التاريخية وأهمية محتواها الذي يثبت اتسام شعبها بعراقته المعرفية كما يثبت على نحو جلي بعطائه وعطاء أبناء أمته من الإنجازات الحضارية الإبداعية العلمية والثقافية والمعرفية التي أكدها منجز الأجداد وحفظها تراثهم التليد منذ زمن بعيد كاتب وأديب من سوريا هوامش وإحالات: . لسان العرب، ابن منظور، محمد بن مكرم، تحقيق عبد الله علي الكبير، دار 1 م. 1986 المعارف، القاهرة، ، 2 . تحقيق التراث العربي منهجه وتطوره، عبد المجيد دياب، دار المعارف، ط 2 . والمخطوطات والتراث العربي، عبد الستارالحلوجي، الدارالمصرية 1993 القاهرة، م. 2002 - اللبنانية، . «هيئة أبوظبي للتراث» من ضمن مهامها الرئيسية تسليط الضوء على 3 المنجزات التراثية ومخطوطاتها سواء المحلية الإماراتية أو الخليجية والعربية والإسلامية أيضاًً، وللاطلاع على نشاطها في هذا المجال يمكن الرجوع إلى عددها ، من مجلة 2020 الصادر في أبوظبي لشهر نوفمبر/ تشرين الثاني 253 رقم «تراث» وفيه ملف خاص عن المخطوطات والخرائط التاريخية لدولة الإمارات وللدول الخليجية والعربية أيضاًً. م. 2017 . «دار المخطوطات الإسلامية»، المكتبة القاسمية، الشارقة، 4 م. 27/9/2021 . جريدة «البيان»، الصادرة في دبي، بتاريخ 5 . «المخطوطات العربية»، د.السيد النشار، دار الثقافة العلمية الإسكندرية، 6 م. 22/11/2009 م، وجريدة «الاتحاد»، الصادرة في أبوظبي، بتاريخ 1997
الرفيعة وقلم الريش والأحبار التي هي أصباغ كيمائية وكذلك الحبر الكربوني الذي يوضع بمحبرة (الدواة) والتي يكون منها مداد المخطوطات المتنوعة بداية حسب نوع المادة المكوّّنة منها فتكون مادة تاريخية أوعلمية أوجغرافية أوأدبية قصصية وشعرية وخلاف ذلك، وأنواع أخرى للمخطوطات تتعلق بمصدرها وبراهين دقتها ومصداقياتها وتقسم وفق ذلك إلى ، وهي: المخطوط الأم الذي يصلنا من المؤلف ) 2( خمسة أنواع ذاته كاتب المخطوط بخط يده ويعتبر نسخته الأصلية، ويليه المخطوط المنسوب الذي تم الاعتماد في نسخه على المخطوط الأساسي والأصلي فََيُُنس ََب إليه ويكون مطابقا له، ومن بعده المخطوط المنقوص الذي لا يكون كاملا جراء نقصان المعلومات فيه بسبب عدم اكتمال صفحاته المكوََّن منها ويفتقد بسبب ذلك بعضا من المعلومات، ومن ثم يليه المخطوط الْْمُُص ََوََّر الذي يحتاج براعة وخبرة في التصوير للتأكد من عدم التدليس وإضافة ما ليس من أصل المخطوط من مصادر أخرى سواء بالكتابة أو الصور، وأخي ار مخطوط المجاميع الذي يحتوي على أجزاء من مخطوطات ومؤلفات خطية متعددة ومتداخلة وغيرمتوافقة أومتجانسة مما يجعل محتواها ضعيف الحجة والمصداقية وموضع ريبة وشك وتساؤل وهو ما يجعلها غير مؤهلة لتكون مصد ار للمعلومات الموثوق بها التي يتم الاعتماد عليها والأخذ بمحتواها وبما ورد فيها من معارف بعد أن ضاع منها اليقين. الإمارات حاضنة كنوز المخطوطات العربية والإسلامية والإماراتية لم يعد الاهتمام بالمخطوطات مقتص ار على أثرياء ومؤسسات بعض الدول غير العربية، بل توسعت دوائر هذا الاهتمام بها فشملت عديد الجهات والمؤسسات العربية والخليجية عموما ومن بينها دولة الإمارات العربية المتحدة على وجه الخصوص، فبالإضافة إلى ما تبذله في وقتنا الحاضردول مجلس التعاون لدول الخليج العربية من جهود كبيرة لحفظ المخطوطات ورعايتها، لما لها من قيمة كبيرة، وأهمية حضارية، تحكي تاريخ الشعوب والدول، وتحفظ تراثها، فإن الإمارات أقدمت على خطوات متعددة تضمن فيها ما يحفظ لها مخطوطاتها سواء المحلية والعربية والإسلامية التي فيها ملامح إنجازات أبنائها الأولى وهويتهم القومية والدينية، حيث أنشأت العديد
التي اقتناها لتكون تحت تصرف طابل العلم والباحثين من ، وبالإضافة إلى ذلك أنشأت ) 5( كل أنحاء العالم وبالمجان دولة الإمارات العربية المتحدة عددا من دور النشر، وأقامت لها وللعديد من دور النشر العربية المعارض مشجعة إياها بعرض المخطوطات النادرة وكان من ضمن ما تم عرضه في هذه المعارض مخطوطات نادرة مكتوبة بخط النسخ والكوفي والرقعة، ومن أبرزهذه النسخ نسخة نادرة من القرآن الكريم سنة، ونسخة لمصحف آياته مرمزة 570 يعود عمرها إلى عام، إضافة إلى نسخة من المعلقات 300 بالذهب، ترجع إلى عام، 600 الشعرية العربية - منها من دون شروح - وعمرها ومنها معلقات مرفقة بالشروح وتتم طباعة مخطوطاتها في كتب وذلك وفقا لمدى أهميتها والفائدة التي تحققها للقارئ. ولم تتوقف دولة الإمارات العربية المتحدة عند ذلك بل أضافت إلى هذه المراكز المتعددة العارضة للمخطوطات والحافظة لها مراكز أخرى تقوم بترميم وإصلاح وصيانة المخطوطات للحفاظ عليها من التلف لطول قِِدمها؛ ولأجل ذلك فقد ، وأعدت ) 6( جندت هذه المراكز نفسها لخدمة هذا الهدف أشخاصا لديهم خبرة كافية في عملية ترميم المخطوطات، وعرضها في ظروف خاصة، تبقيها بعيدة عن العوامل التي يمكن أن تؤثر فيها، وتؤدي إلى هلاكها، وأقامت الدولة العديد من المختبرات المزوردة بالآلات والأدوات الحديثة اللازمة لأن الترميم أنواع منه اليدوي والآلي الذي يحتاج أحيانا إلى رقائق إضافة إلى إزالة البقع وفصل الأوراق الملتصقة عن بعضها
من المراكز البحثية والهيئات الثقافية ففي إمارة أبوظبي على سبيل المثال قامت دائرة الثقافة والسياحة بتنظيم فعاليات لثلاثة مؤتمرات واختارت «رحلة المخطوطات العربية من الشرق إلى الغرب» شعاار لهذه المؤتمرات وفيه تعاونت مع وزارات الثقافة في إيطاليا وإسبانيا وبولونيا من أجل التعريف بمحتوى هذه المخطوطات التي تبرز فيها الملامح الإسلامية والعربية والخليجية والإماراتية العريقة وإنجازاتها التاريخية في العلوم المختلفة، كما أنشأت إمارة أبوظبي «نادي تراث والتي ) 3( الإمارات» الذي تحوّّل لاحقا إلى «هيئة أبوظبي للتراث» مضت باهتمام إلى تسليط الضوء على محتوى المخطوطات وخاصة تلك التي نسخت بواسطة أبناء الإمارات، وامتلكت في مكتبتها ما يوثق للتراث المحلي والخليجي والعربي وسعت في سياق ذلك إلى تحقيق العديد من الكتب التراثية؛ إضافة إلى في الجامعة ) 4( ذلك تم تأسيس «دار المخطوطات الإسلامية» مخطوط 1500 القاسمية في إمارة الشارقة، التي تضم أكثرمن أصلي ونادر، ومن المتوقع أن ترفد هذه المكتبة بمزيد من المخطوطات العربية النادرة الأخرى والتي تكشف وتحكي تاريخ منطقة الخليج والعالم الإسلامي، وكذلك فقد احتفظت إمارة دبي بمراكز ومكتبات لها العديد من المخطوطات الإسلامية والعربية والإماراتية ومن ضمنها يأتي مركزرجل الأعمال الإماراتي جمعة الماجد للثقافة والتراث الذي يتوافرفيه عشرات الآلاف من الكتب والمخطوطات النادرة والخرائط والوثائق الفريدة
49 2025 مايو 307 / العدد
48
المخطوطات لسان منجزات التراث وصورتها الحاضرة
Made with FlippingBook Digital Publishing Software