torath 307- May-2025

المخطوطات في الإمارات: إرث ثقافي وتاريخي متجدد

الأمير كمال فرج في المخطوطات فن رفيع يعكس المستوى المتقدم للفنون اليدوية الإسلامية، كان يستخدم على نطاق التذهيب واسع لتزيين وزخرفة المخطوطات والكتب بالرسوم والأشكال الزخرفية بجانب الأصباغ والألوان، ومن خلال دراسة هذا الفن، يمكننا فهم العمق الثقافي والفني الذي تميزت به الحضارة الإسلامية، وكيف أثرت في الحضارات الأخرى. وتنقسم فنون الكتاب إلى فروع عدة هي: الخط، والتجليد، والزخرفة، والتذهيب، والتلوين، والتصوير، وصناعة الورق، ولكن التذهيب يعلو كفن على بقية الفنون، فهو الفن الأم أو الأساس والأبرز شكلا ومضمونا ًً، وتأثي ار ًً، ولونا ًً، وقيمة. إحياء فنون الكتاب يعيد تشكيل التفاعل مع المطبوعات قم ّّة الإبداع في التذهيب.. المخطوطات الإسلامية

المعلقات الم ُُذ ََه ََّبات كان العرب في شبه الجزيرة العربية قبل الإسلام يحتفون بالمعلقات، وهي أشهر القصائد الشعرية التي ظهرت في العصرالجاهلي، وذلك بتعليقها على ستارالكعبة، بعد موافقة لجنة تحكيم تنظم سنويا في سوق عكاظ، لذلك سميت بـ «المعلقات»، وتسمى «المطولات» أيضاًً، لكثرة عدد أبياتها. والمعلقات سبع هي: معلقة امرؤ القيس، ومعلقة طرفة بن العبد، ومعلقة زهير بن أبي س ُُلمى، ومعلقة لبيد العامري، ومعلقة عمرو بن كلثوم، ومعلقة عنترة العبسي، ومعلقة الحارث بن حلزة. أو عشر، مضافا إليها ثلاث معلقات أخرى هي: معلقة النابغة الذبياني، ومعلقة الأعشى، ومعلقة عبيد بن الأبرص. وكانت المعلقات تكتب بماء الذهب على نسيج القباطي وهو نوع من المنسوجات التي كانت تصنع في مصر وتصدّّر، لذلك يعتقد أن المعلقات أقدم المخطوطات التي كتبت بمداد الذهب عند العرب، ولذلك سميت بالمُُذََهََّبات

م) في «العقد الفريد»: 940 :860 أيضاًً. يقول ابن عبد ربه ( «لقد بلغ من كلف العرب بالشعر وتفضيلها له أن عمدت إلى سبع قصائد تخيرتها من الشعر القديم فكتبتها بماء الذهب في القباطي المدرجة، وعلقتها بين أستار الكعبة، فمنه يقال: مُُذََهّّبة امرئ القيس، ومُُذََهّّبة زهير، والمذهبات السبع، وقد م) في 1064 :1000 . ويقول ابن رشيق ( ) 1( يقال لها المعلقات» كتابه «العمدة في محاسن الشعر وآدابه» «وكانت المعلقات تسمى الم ُُذ ََه ََّبات؛ وذلك لأنها اختيرت من سائرالشعر، فكتبت في القباطي بماء الذهب، وعلقت على الكعبة؛ فلذلك يقال: مذهبة فلان إذا كانت أجود شعره، وقيل: بل كان الملك إذا . ) 2( استجيدت قصيدة يقول: علقوا لنا هذه، لتكون في خزانته» وكان أول شعرعلق في الجاهلية من المعلقات السبع، هوشعر امرئ القيس، ثم علقت للشعراء من بعده، «وروي أن عمربن الخطاب رضي الله عنه كان يفضل امرأ القيس على غيره، ذكر أنه قال للعباس بن عبد المطلب، «وقد سأله عن الشعراء:

51 2025 مايو 307 / العدد

50 إحياء فنون الكتاب يعيد تشكيل التفاعل مع المطبوعات التذهيب.. قم ّّة الإبداع في المخطوطات الإسلامية

Made with FlippingBook Digital Publishing Software