وجهة سفر
الذي يُُطل على الساحل ويُُعد مدخلا رئيسيا للمدينة القديمة. ومن أبرز معالم المدينة العتيقة الجامع الكبير، الذي ش ُُيّّد في القرن التاسع، إلى جانب قلعة القصبة، وتتميّّز مئذنته بزخارف كوفية أنيقة، فضلا عن قاعة صلاة فسيحة ذات تسعة أروقة مفروشة بالسجاد، تعكس روح الفن الإسلامي التقليدي. كما تحتضن المدينة مسرحها التاريخي للفنون، الواقع في قلب صفاقس، والذي يستضيف عروض الأوبرا والمسرح والمحاضرات، ويجاوره «حديقة دكار» الهادئة، بأشجارنخيلها ومساراتها الظليلة. أما محبّّو الثقافة والتاريخ، فسيجدون في متحف القصبة وجهة مثالية؛ فهو يقع داخل حصن من القرن التاسع، ويحتوي على مجموعة مميزة من الآثارالبيزنطية واليونانية، ويمكن للزائرالصعود إلى أعلى برجه للاستمتاع بإطلالة بانورامية على المدينة. ولا يمكن الحديث عن صفاقس دون التطرق إلى أسواقها الشعبية النابضة بالحياة، الممتدة بين باب الجبلي والمسجد، حيث يُُباع كل شيء من السيراميك اليدوي إلى المنتجات الطازجة والأطعمة المحلية. وتطل المدينة على أرخبيل كركنة الساحر أيضا ًً، المكو ّّن من سبع جزر خلابة، يزخر بمناظر طبيعية وشواطئ نقية وآثار رومانية عريقة، ما يجعله من أجمل وجهات الاسترخاء لعشاق البحر. وبالإضافة إلى معالمها التاريخية، تحتفظ صفاقس بمكانتها كمركز ثقافي نابض في تونس، حيث تستضيف مهرجانات مميزة كـ«مهرجان صفاقس الدولي» في المسرح الصيفي بسيدي منصور، و«معرض صفاقس الدولي للكتاب»، و«مهرجان قرمدة للفنون وثقافات الشعوب»، ما يبرز روح المدينة المتجددة واهتمامها الكبير بالثقافة والتنوّّع الفني. ومن أشهر المهرجانات الشعبية في المدينة مهرجان «عيد البحر» ويبرز هذا المهرجان على التراث البحري لمدينة صفاقس ويشمل فعاليات فنية ورياضية تُُقام فوق الماء، مثل العروض الموسيقية والمنافسات الرياضية البحرية ومهرجان المدينة الذي يُُقام خلال شهر رمضان، ويُُقدم عروضا ثقافية وفنية متنوعة تعكس التراث المحلي مثل الموسيقى الصوفية والعروض المسرحية ويُُعتبر فرصة لتعزيز الروابط الاجتماعية والثقافية بين سكان المدينة وتُُسهم هذه المهرجانات في تعزيز الحياة الثقافية في صفاقس وتُُبرز التنوع الفني والتراثي الذي تتميز به المدينة. في الواقع صفاقس ليست مجرد مدينة تونسية، بل هي مركز حيوي يجمع بين التاريخ والاقتصاد والثقافة. بأسوارها العتيقة، وجزرها الجميلة، وأهلها الذين يتمسكون بعاداتهم وتقاليدهم، تبقى صفاقس رم از للهوية التونسية المتجذرة. إنها مدينة العمل والحركة، حيث يلتقي الماضي بالحاضرفي لوحة فريدة من نوعها، مما يجعلها وجهة لا تُُنسى لكل من يزورها كاتب مصري
63
62
2025 مايو 307 / العدد
صفاقس: من العمق الحضاري إلى النهضة الحديثة
Made with FlippingBook Digital Publishing Software