ارتياد الآفاق
منسا: الملك الأعظم تتفق المصادر على أن اسمه موسى ويتبعونه باسم «أبو بكر» فيحتمل أن يكون اسم والده المباشر، ويحتمل أن يكون اسم جد ّّه، فهو موسى بن أبي بكر سالم الت ََّكر ُُوري، وبعضهم ينسبه ، بتركيب اسمه KANKU MUSA إلى أمه فيقولون كنك موسى مع اسم أُُمه، وهذا ع ُُرف جار في مناطق نفوذ مالي وبعض من بلاد السودان. ولقب السلطنة في مالي هو منسا أي السلطان أو الملك الأعظم. وبعضهم يؤخر اللقب فيكتبه: موسى منسى، وله لقب آخرهو شرف الدين ذكرته بعض المصادرالمصرية، ولعلهم تأثروا بالألقاب المشهورة لديهم آنذاك، وينتمي منسا الذي حكم مملكة KEYTA » موسى إلى بيت ملكي يعرف بـ «ك ََيْْتََا مالي عدة قرون وحوََّلها من مملكة تابعة لإمبراطورية غانا إلى إمبراطورية مترامية الأطراف شملت مالي وغينيا والسنغال وكوت ديفوار (ساحل العاج) وغامبيا وبوركينا فاسو، والنيجر وأجزاء من موريتانيا ونيجيريا وتشاد وغيرها من دول غرب أفريقيا الحديثة كلها كانت تحت نفوذ مملكة منسا موسى، أما عن دعوى انتسابه إلى البيت العلوي فإنني أجدها محض
محمد عبد العزيز السقا من ّّا لا يولع بالقصص والحكايات الساحرة، لكن ماذا لو كانت قد نشأت من وقائع حقيقية، هل يمكن أن يتوقع قارئ من مجلتنا الغراء أن رحلة سفرتجعل من صاحبها ملكا لاي ُُنسى؟ سلطان لم تخبرنا عنه كتب التاريخ المدونة في بلدته أوأرشيفات مملكته المحلية، بل وصلتنا أخباره تباعا في كتب الرحلات وعيون التاريخ وأمهات الكتب، ملك متوج بالذهب «حرفياًً»، ترتدي حاشيته أفخرالثياب، وأثمنها، يحملون عصيا من الذهب، ينفقون بسخاء على كل مكان يمرون عليه، وبقدرية خالصة وصل إلى سدة الحكم والملك في مملكته واشتهربسبب رحلته إلى مكة. منسا موسى أومانسا موسى، سلطان مالي الأسطوري، الذي حمل في قلبه الشوق إلى الكعبة، وفي يده صولجان الذهب، وفي رحلته درس للعالم لم يتكرر، هل تتخيل أن رجلا واحداًً، برحلته فقط، يغي ّّرموازين العملات وأسعارالصرف، ويثيردهشة المدن وملوكها فضلا عن شعوبها ويمتد الحديث عنه قرابة العشرة أعوام كاملة، قافلة واحدة، تعبر الصحراء، تجعل خرائط أوروبا ترسم اسم أفريقيا بحروف مذه ّّبة، في حكاية ترقى إلى رتبة الأسطورة، وتُُعد اليوم واحدة من أعظم رحلات الحج في التاريخ. ومازال اسم الرجل محل احتفاء في مالي، ففي العيد م، صدرت قطعة ذهبية تذكارية حملت اسم «منسا موسى»، اعترافا بدوره في 2010 الخمسين لاستقلالها الذي وافق عام الحضارة المالية والأفريقية. الذهب والسخاء وأغنى سلاطين الأرض رحلة السلطان منسا موسى م 1324 » مكة « مالي» إلى « من عندما تغي ّّر الرحلة تاريخ الإنسان والعالم!
اختراع لا أساس له من المنطق، ويطلق عليه بعضهم «ملِِك الت ََّكر ُُور» والصواب أن التكرورإقليم من أقاليمه فقط، والأهم منها هومملكة مالي فهوصاحب مالي وملكها، والأقاليم الرئيسية التي كانت تتبعه: غانة والت ََّكرُُور وص ُُوص ُُو وزاف ُُون وترِِنكا وزاغا وبانبق ُُو وكوكو وغيرها. وسكان ممالك منسا موسى، مسلمون في أغلبيتهم، ويسكن فيها غيرالمسلمين ولم يكن يأخذ منهم الجزية، بل كانوا يعملون في استخراج الذهب من معادنه، وله جيران غير مسلمين بينه وبينهم مهادنات، وكان في عاصمة مالي مغاربة ومصريون، منهم علماء وقضاة، وهو أعظم ملوك )، عاصر منسا 1 السودان ومملكته أعظم ممالك السودان( موسى أعظم سلاطين المماليك الأتراك في مصر، وهو محمد بن قلاوون الصالحي، الملقب بالملك الناصر، وكان في الأربعين من عمره لما التقى به منسا موسى. وصل منسا موسى إلى الحكم وفقا لتقليد سائد في مملكة مالي، حيث يُُعيّّن الملك ممثلا له أثناء سفره، ويُُصبح هذا الممثل خليفته إن لم يعد. وقد عي ّّنه الملك أبو بكرالثاني نائبا له قبيل رحلته عبر المحيط الأطلسي، ولما لم يعد، تول ّّى منسا موسى العرش. وبالمثل، اعتلى ابنه مقان الأول الحكم وفقا للتقليد نفسه. م، وفي عهده 1337 م حتى عام 1312 حكم منسا موسى من عام ازدهرت جامعة سانكوري، وأصبحت ت ُُمبكتومرك از علميا وتجاريا بارازًً. وس ّّع دولته حتى شملت مناجم الذهب في غينيا، وقاد مدينة سودانية خلال فترة قصيرة. توفي 24 جيشا قويا فتح به منسا موسى بعدما خلّّف إمبراطورية مزدهرة وواسعة.
67 2025 مايو 307 / العدد
66 م عندما تغيّّر الرحلة تاريخ الإنسان والعالم! 1324 رحلة السلطان منسا موسى من «مالي» إلى «مكة»
Made with FlippingBook Digital Publishing Software