جلساء التراث
» كارين آرمسترونغ « قراءةفيكتاب ..دراسةجاد ّّة » الحرب الم ُُقد ّّسة « » الرؤيةالثلاثية « لتحقيق
خالد عمر بن ققه تراثية كثيرة تحضر في حياتنا المعاصرة، هي قضايا قليل من الخرافات والأساطير، وكثير من المعتقدات والأديان، فنّّد العلم بنظرياته ومناهجه وتطبيقاته ونتائجه الأولى منها، وثبّّـت وأكد أو تصادم مع الثانية، خاصة تلك اعتُُبرت لدى المؤمنين بها والأتباع مرجعيََّة، برروا بها ما أقدموا عليه من قتل وتدمير وفساد في الأرض. واعتبار الأديان دافعا لأفعال البشر، خي ار كانت أم شرّّا ًً، كان ِرار للعنف والصراع كما في الماضي �ِّ - ولا يزال وسيبقى - مب البعيد، وتوظيفا سياسيا وأيديولوجيا على النحو الذي نراه ونعيشه في الوقت الراهن، على أساسه تشن الحروب؛ منظمة أو عشوائية، والأمر لم يُُترك حكمه للأديان نفسها من حيث أوامرها ونواهيها، إنما ص ُُحب في الغالب بأهواء الأنفس، ونظر إليه من زاوية المقدس مع أنه حمل أفعالا سيئة، هي أقرب إلى المدنس في نظرغيرهم. ًًا على هذا الأساس، اعتبرت الحروب ذات البُُعد الديني اختيار لأسلوب التعاطي مع الآخرالمختلف، وبدت لأصحابها مشروعة ومطلوبة لتغييرالمسارين الحضاري والتاريخي للشعوب والأمم، ولم يتقب ّّل نقدها أو تقييمها حتى عندما انتهت إلى ماض بعيد في رحلة البشر، إلا في حالات نادرة نبعت من تراكم معرفي، ًًووعي حضاري، واعتراف إنساني، وهذه جميعها تحكّّم فيها الضميرعند يقظته، أو عند الاعتراف بالآخروجوديا وحضاريا الحال تلك، لا تحدث على مستوى البحث التراثي والتاريخي إلا حين يتمتع الكاتب أو الباحث بالحياد العلمي، ويتحرك في فضاء الموضوعية، ويملك من الخبرة والتجربة في مجال
«الحرب المقدسة.. الحملات الصليبية وأثرها على العالم تأخذ قراءات الكاتبة ، ترجمة «سامي الكعكي». )2( اليوم التاريخية وتحليلها منحى تصاعديا يبلغ الذروة عند طرحها لرؤيتها المؤسسة على تعمّّق في فهم الأديان ومقارنتها، اعتمادا على خلفيتين، الأولى تخص دراستها للتاريخ المشترك، والثانية تقوم على المشاهدة والمعايشة عند زيارتها لفلسطين المحتلة، وخاصة مدينة القدس. وفي «تراكم معرفي» اعتمد على المراجع قس ّّمت الكاتبة كتابها إلى ثلاثة أقسام، الأول، حمل عنوان: «رحلة إلى ذات جديدة»، واشتمل على ثلاثة فصول، الأول: «في البدء كانت الحرب المقدسة.. لماذا؟»، والثاني: «ما قبل المسيحية.. الغرب يلتمس لنفسه روحا مسيحية جديدة»، والثالث: «النزاع الراهن.. اليهود والعرب
يلتمسون لأنفسهم هوية علمانية جديدة». أما القسم الثاني «الحرب المقدسة» فقد احتوى على خمسة فصول، من الرابع إلى الثامن، وجاءت عناوينها على النحو م.. الحملة الصليبية تستحيل حربا 1146 - 1096 الآتي: « م.. القدّّيس 1148 - 1146 مقدسة وتشعل جهادا مقدّّساًً»، و« م.. جهاد 1192 - 1168 برناروالحملة الصليبية الأشد تدي ُُّنا ًً»، و« م.. الصهيونية تستحيل حربا 1967 ديني وصليبية علمانية»، و« م مقتل الرئيس السادات.. الحرب المقدسة 1981 مقدسة، ثم والسلام». وفي القسم الثالث: «الروح الصليبية والهُُويّّة الغربية» طرحت الكاتبة ثلاثة فصول، من التاسع إلى الحادي عشر، وقد م.. حملات صليبية ضد 1221 - 1199 حملت العناوين الآتية: « م.. 1291 - 1221 المسيحيين والسلام المسيحي الجديد»، و« إلى يومنا هذا.. 1300 نهاية الحملات الصليبية»، و«من عام المسيحيون الج ُُدد في الغرب». وكما انطلقت الكاتبة من شرح ومساءلة الحرب المقدسة والنظر إليها من زاوية «الرؤية الثلاثية» انتهت في الخاتمة إلى تأكيدها من خلال وضعها كعنوان لنتائجها البحثية التاريخية ذكريات القروسطي ّّة في توطئة الكتاب تنطلق الكاتبة من أحداث الحادي عشر م، وعلاقتها بإحياء مصطلح «الحرب 2001 من سبتمبر
الأديان ومقارنتها ما يؤهله لإصدار أحكام تكون في الغالب أقرب إلى اليقين، قد لا تتفق مع سياق تنشئته الدينية، لما تحمله هذه الأخيرة من تعص ّّب، يحسبه صاحبه دفاعا عن معتقده، على النحو الذي سنكتشفه في قراءاتنا للكاتبة التي بين أيدينا، بما يمثله من تفاعل مباشر مع التراث الديني لأصحاب الكتب السماوية، عبر جلسة للتراث. خلفي ََّتان.. قراءة ومشاهدة » قراءة Karen Armstrong (1 ( تقدم الكاتبة «كارين آرمسترونغ جديدة للتراث المشترك بين - ما يعرف - بالأديان الإبراهيمية من منطلق الصراع، الذي قام بين أتباع تلك الأديان، مع تركيز خاص على الحملات الصليبية في كتابها المهم والثري
كارين آرمسترونغ
95
94
2025 مايو 307 / العدد
قراءة في كتاب «كارين آرمسترونغ» «الحرب الم ُُقد ّّسة».. دراسة جادّّة لتحقيق «الرؤية الثلاثية»
Made with FlippingBook Digital Publishing Software