الذي يأخذ في الحسبان كافة الأبعاد؛ من واقع ميداني، ومسوح لمسرح العمليات، وما يمكن رصده من تكتيكات العدو، إضافة إلى مستجدات الوضع السياسي، والمواقف الدولية، وتفاعل الرأي العام وانتظاراته. يرســل هــذا التقدير إلى آمر الغرفة الميدانية العميد أحمد بوشــحمة، لنقاشــه مع قادة المحاور، ومن ثم يتحول إلى خطة تحرك ميداني. هناك عناصر أساسية توجد في كل خطة عسكرية؛ منها حساب الاحتياجات، وفقا لدراســة أمد الحرب المقدر، وعَدد المعــارك المتوقع، إضافة إلى العناصر الجغرافية واحتياجاتها، من رافعات، وجسور متنقلة، وأدوات استطلاع. كما هناك في كل خطة عناصر ثابتة، وأخرى متغيرة، ومن الطبيعي أن تكون العناصر الثابتة في خطط الحروب . ((( أكثر من العناصر المتغيرة ومع العناصر العامة للخطة العسكرية، هناك عناصر خاصة بكل خطة، بل وأحيانا بكل معركة. وإذا كنا نقدر، كما هو واقع الحال، أن قوات البنيان المرصوص وقيادتها لم تكن بحاجة إلى استقاء كثير من المعلومات الجديدة عن ميدان المعركة، ومسارحها؛ لكونها خبرت الحرب في مدينة سرت مرتين خلال الأعوام الأربعة التي سبقت عملية ، وانتهاء بتحرير المدينة 2011 البنيان المرصوص، ابتداء من معارك حرب التحرير في من قبضة العناصر المتطرفة التي سيطرت عليها، كما أشرنا سابقا؛ فهناك عناصر كثيرة ما زالت مجهولة، أو لا يمكن الجزم بدقة المعلومات المتوافرة عنها. منها إمكانيات العدو العسكرية والبشرية، وكذا بعض تكتيكاته المبتكرة. لذلك فقد كان مربكا بعض الشيء الدخول إلى معركة تجهل الكثير من التفاصيل عن قيادة العدو فيها، ولا تعرف على وجه الدقة أعداد مقاتليه، ولا أنواع التدريبات التي تلقوا، ولا خبراتهم السابقة. إن مواجهــة الجيوش النظامية تعتبر ســهلة إذا ما قورنت بمواجهة تنظيم عنيف قائم على صناعة الرعب والوحشية المفرطة. ومع وجود نماذج يمكن دراستها لأعمال التنظيم القتالية في مركزه الرئيسي بسوريا والعراق، وإلى حد ما مدينة درنة الليبية، فقد كان التنظيم بارعا في تغيير التكتيكات، والاستخدام الذكي للأرض، والتفنن في أنواع صاحبت عمل التنظيم في سرت. وكان " شبه جديدة " التفخيخ، وغير ذلك من ظواهر لزاما إدخال هذه العناصر في أي تحديث لخطة الحرب. وقد جعلت تكتيكات التنظيم المرجع السابق. (((
112
Made with FlippingBook Online newsletter