صعود وسقوط تنظيم الدولة في سرت

العناصر المتغيرة في الخطة أكثر من الثابتة تقريبا، على غير عادة الخطط العسكرية. محاور لإحكام الطوق يعتبر توزيع المحاور من العناصر الثابتة في أي خطة عســكرية؛ ففي كل معركة هنــاك محاور هجوم، ومحاور دفاع، ومحــاور مناورة. ومع أن المحاور من العناصر الثابتــة فــي الخطط العســكرية، إلا أن توزيعهــا، وعددها، وطــرق التحرك فيها من العناصــر المتطورة، التي يتم تحديثها أثناء المعارك، وبين كل معركة وأخرى. ويعتمد رسم المحاور على مواقع العدو وتموقعاته على أرض المعركة. وإذا نظرنا إلى مدينة نجد 2016 يونيو/حزيران 8 ســرت بعد جزيرة بوهادي وكامل الطريق الســاحلي يوم أنها تحتاج إلى مجموعة من المحاور، لإحكام الطوق حولها كلما اقتربت قوات البنيان المرصوص نحو وســط المدينة، وحصر قوة التنظيــم داخلها حتى القضاء عليه. عند توزيع المحاور يجب اســتحضار طبيعة هدف المعركة؛ فإذا كان الهدف هزيمة العدو بإخراجــه مــن المواقع واحتلالها، فإن الطبيعي أن تــوزع المحاور بحيث تترك منفذا للهرب، وتفتح الطرق للعدو للفرار حتى لا يستبســل في القتال، ويتحول إلى رهينة، لا يجد مفرا من الموت إلا على جثة المهاجم. وفي هذه الحالة يجب أن يأخذ توزيع محاور الهجوم في الحســبان تشــتيت طاقة العدو، وقطع خطوط الإمداد، إضافة إلى ترك منافذ الهرب. في هذه الحالة تكون هزيمة العدو بقتله، تســاوي فراره من أرض المعركة. لكن إذا كان الهدف هو القضاء على العدو، وإنهاء وجوده إلى الأبد، وكان فراره من أرض المعركة، ونجاة مقاتليه من القتل أو الأســر، يعني نوعا آخر من النصر له، وإذا كانت القوة المهاجمة تعي أن أي نقطة من أرض الوطن يفر إليها العدو ستكون يجب تطهيرها منه، فإن توزيع المحاور يجب أن يأخذ في الحســبان " ســرت أخرى " تشــتيت القوة، وقطــع خطوط الإمداد، دون ترك منافذ للهــرب. وهذا يعني من بين مــا يعنــي طول أمد الحرب، واحتمال الإصابات الكثيرة عددا، والعميقة أثرا في القوة المهاجمة. إنه يعني على وجه الدقة أنه بعد الهجوم، وبعد انتهاء المعركة سيكون أحد طرفيها حيا والآخر قتيلا، ولا مكان لخيار ثالث. وهذه العقدة الصعبة كانت واضحة في توزيع المحاور الستة التي أحكمت طوق الحصار على مدينة ســرت، عبر ثلاثة محاور رئيســية، هي: أجدابيا/سرت، الجفرة/

113

Made with FlippingBook Online newsletter