ســرت، مصراتة/سرت، وقد توسعت هذه المحاور في شكل عنكبوتي، كلما تقدمت المعركة نحو مركز المدينة. وتمفصلت إلى ستة محاور قتال هي: - محــور البحر: وكان التقدم فيه بجانب البحــر، وآمره العميد رمضان الزين؛ استشهد لاحقا إثر إصابته في محور وادي الربيع، أثناء التصدي للعدوان على طرابلس في عملية بركان الغضب. - المحور الأوسط: وكان التقدم فيه على الطريق الساحلي، وآمره محمد الضراط (القلاو). - المحور الجنوبي: وكـــان التقدم فيـــه على يمين الطـريق الساحلي، وآمــره إبراهيم رفيدة. - المحــــور الشرقي: وكان التقدم فيــــه من أقــــصى الغرب، وآمره مختار الجحــــــاوي. - محــور الرواغة: وكان التقدم فيه من منطقة الجفرة وأغلب عناصره من ثوار مدينة سبها والجفرة والجنوب عموما، وآمره عبد الرحمن بشير. - أما محو النهر فكان آمره محمد عيسى. عنــد التأمــل في هذه المحــاور يتبين لنا أن قوات البنيــان المرصوص جازفت بإعطاء ظهورها مكشــوفة لمقاتلي حفتر بالهجوم على مدينة ســرت من جهة الشرق، والجنوب الشــرقي، ولم تلق بالا لإمكانية غدر حفتر، مع وعيها بأن هذا الغدر وارد جدا، للثأر الموروث من معارك فجر ليبيا، ولكون بعض هذه الكتائب كانت تســاند علنا بعض المقاتلين الذين قاتلوا حفتر في مدينة بنغازي. وقد كانت الضمانة الوحيدة التي راهنت عليها قوات البنيان المرصوص هي وجود مقاتلي حرس المنشآت النفطية، الذيــن تنحــدر قيادتهم من مدينة أجدابيا، ولم يكونوا على وفاق كامل مع حفتر. كما كان هناك رهان آخر على أن أي حماقة عسكرية يرتكبها حفتر بمد يد العون علنا لتنظيم الدولة في هذه المرحلة قد تكون تكلفتها باهظة على الصعيد الدولي. وبإلقاء نظرة خاطفة على ســير المعارك في الأيام الأولى تتضح فعالية تقســيم المحــاور، ومراحل الخطة التي اعتمدتها قيــادة البنيان المرصوص. تقدمت المحاور الغربيــة الجنوبية بمحاذاة البحر وعبر الطريق الســاحلي وطريق النهر الصناعي، وقاد المحور الشــرقي عملية التفاف حول المدينة وسيطر على مطار القرضابية الواقع على كم جنوب سرت، ما جعله يتمتع بموقع استراتيجي جيد من الناحية العسكرية. 20 بعد
114
Made with FlippingBook Online newsletter