والنتيجة الخامســة للعملية أنها أسقطت ســرديات القوى الإقليمية القائمة على الأمن والاســتبداد مقابل الحرية والديمقراطية، ورفعت الغطاء عن التوظيف السياسي لمكافحــة الإرهاب، وضيعت فرصة اســتراتيجية على القوى الإقليمية الداعمة لحفتر لفرض واقع سياســي جديد مســتغلةً تمدد الإرهاب لفتح ثغرات للاختراق العسكري والأمني مما يمهد الطريق للحكم العسكري والشمولي ووصوله إلى سدة الحكم. وأما النتيجة السادســة فكانت على مســتوى الأمن الوطني الليبي حيث أسهمت عمليــة البنيــان المرصوص فــي التصدي لأكبر تهديــد أمني يواجه الدولــة الوليدة، ورســخت قواعد اشتباك تحميها من خلال توازن الردع، ورفعت مكانة ليبيا الإقليمية لتكون شريكا استراتيجيا مع الدول الكبرى لمكافحة الإرهاب، وحماية السلم والأمن الإقليميين والدوليين، وأســهمت في كســر احتكار مكافحة الإرهاب وادعاءات حفتر المتكررة محاربته للإرهاب نيابة عن العالم. وأمــا النتيجة الســابعة على مســتوى الوعي الثوري، فقد أعــادت عملية البنيان التــوازن للوعي السياســي، ووجهت البوصلة نحو القضايــا الوطنية الكبرى، بدلا من المفرّقــات الفرعية الصغرى وأعادت ترتيب أولويات الأمن الوطني، وجســدت روح الوحدة الوطنية- التي أنهكتها الصراعات والانقســامات والثورة المضادة- من خلال عملية عسكرية تآزرت فيها المدن والقبائل والفصائل والتيارات والتشكيلات النظامية والثورية بغطائي السلطة الشرعية والحاضنة الشعبية.
133
Made with FlippingBook Online newsletter