صعود وسقوط تنظيم الدولة في سرت

مجلس النواب. ولم تعمّر حكومة الحاســي طويلا، وأقالها المؤتمر العام في إبريل/ ، لتخلفها حكومة خليفه الغويل. 2015 نيسان ديســمبر/كانون 17 حتى 2014 في المقابل عرفت ذات الفترة من يوليو/تموز ، تاريخ التوقيع على اتفاق الصخيرات، فاعليةً وازدهارًا لبرلمان الشــرق 2015 الأول وحكومــة عبــد الله الثني المنبثقة عنه، حيث لم تعتــرف الحكومات الغربية والعربية بغيرها، وظل البرلمان، رغم انعدامه بحكم المحكمة، يعقد جلساته في طبرق. البيئة المناسبة لتمدد التنظيم ســاهم الوجود الرســمي للدولة الليبية ومؤسساتها في بداية هذه الفترة -مهما وصفنــا ذلك الوجود بالنســبي في بعــض المناطق- في إبقاء داعــش تنظيما مختبئا وعصابــات متناثرة، بإمكانها أن تقوم بعمليات معزولة في الغرب الليبي وفي بنغازي، ولكنها ليست قادرة على التشكل التنظيمي المتصل والسعي للحوكمة والسيطرة على مجال ترابي مســتقل، كما حدث مؤقتا في درنة، وحدث بعد ذلك في ســرت حين اســتطاع التنظيم فرض سيطرته على منطقة واسعة تمتد على طول مائتي كيلو متر من الساحل. إن تفتت كيان الدولة وانقسامها وانشغالها بالتحديات الأمنية المتشابكة في الغرب الليبي، والقضاء على المجموعات المسلحة في الشرق الليبي (المحسوبة على الثوار والمتعاونــة مع أجهزة الدولة) من قبل عملية الكرامة، بل إفســاح المجال أمام أرتال داعش للانتقال من درنة ومن بنغازي في مسيرة صحراوية عسكرية طويلة إلى سرت، قد أعطى لداعش فرصة كبيرة لإحياء استراتيجية التنظيم الأم في ما يسميه هدم الأسوار بالقضاء على الوجود المؤسسي للدولة وما يدانيه كمرحلة أولى، ثم التمكين لوجوده من خلال السيطرة الفعلية على الأرض في إطار استراتيجية حصاد الأجناد. لقد شكل الانفلات الأمني، وفوضى الحدود مع ما يعنيه من سهولة تدفق العناصر المتطرفة، والشعور بالتهميش من قبل ساكنة مدينة سرت، وتقاطع المصالح بين الساعين لضرب الثورة الليبية من بقايا نظام القذافي ومن معسكر الثورة المضادة، وبين داعش، وانتشــار التهريب وضعف الاقتصاد الوطني، وازدهار التجارة غير المشروعة، شكلت تلك المدخلات البيئة التي نمى فيها داعش في ســرت، وتشــكلت بعض خلاياه في . 2016 حتى 2014 صبراتة وزليتن وطرابلس وبعض مدن الجنوب من

86

Made with FlippingBook Online newsletter