103 |
التصريحيــة الجاهزة مرة أخرى من أجل الســرد. أما ذاكــرة األماكن التي تتم بفعل أعمال مهمة ال يمكن تذكرها بمعزل عن مكان حدوثها، فكل األشياء التي نتذكرها، ترتبط داخلًّيًا وجوهرًّيًا بأماكن معينة، فعلى هذا المستوى تنشأ ما يسمى بظاهرة أماكن الذاكــرة قبل أن تصبح مرجعية للمعرفــة التاريخية. وتعمل أماكن الذاكرة كعالمات لالســتذكار وتش ِّكِل ســنًدًا للذاكرة المتخاذلة وإنابة صامتة عن الذاكرة الميتة. وهذه ). ويبرز دور أماكن 18 األماكــن تظل كتابات وكأنصــاب تذكارية وأحياًنًا كوثائــق( الذاكرة في حراسة الذاكرة الشخصية والذاكرة الجماعية. لكن سيخلص في نهاية المطاف، إلى اعتبار موضوع الذاكرة هو األنا بصيغة المتكلم المفرد، ومن ثم فمفهوم الذاكرة الجماعية سيكون ضمن مفهوم تقابلي. فبول ريكور يقيــم عالقــة بين الذاكرة الفردية والذاكرة الجماعية، وهنا يطرح الســؤال الجوهري حــول كيفية انتقال الذكريات الشــخصية المتميزة بتفردهــا الراديكالي إلى ذكريات المجتمــع، وفــي هذا اإلطار يحلل ريكــور أطروحة هالبواش التــي تنص على أن الذاكرة جماعية، فمن أجل التذكر البد من اآلخرين، فالذاكرة الجماعية هي تقاســم مجموعة من السمات التي تميز الذاكرات الفردية. فحاول بول ريكول إذن فهم ظاهرة الذاكــرة الجماعيــة بالتماثل أو التناظر مع الذاكرة الشــخصية أو الفردية، ولكن هذا )، سيؤدي إلى إغفال أبعاد الذاكرة الجماعية التي 19 الفهم بحســب بعض الدارسين( Jeffrey تنفلــت من مثل هذه العالقــة التماثلية، ولهذا يحاول جيفري أندرو براش ( " ما الذاكرة الجماعية عند بول ريكور؟ " ) في مقاله الموســوم بـ Andrew Barash أن يكشــف أبعاًدًا غير التي وقف عندها بول ريكور في تأويله للذاكرة. وقد كَّرَس دراســته هذه لمفهوم الذاكرة مستفســًرًا عن تأويل بول ريكور وتصوره لهذا المفهوم في كتابه الذاكرة التاريخ والنسيان، فهو يقدم قراءة نقدية لتأويل بول ريكور للذاكرة، مــن خالل محاولته تجاوز إطار هذا التماثــل الذي تحدث عنه ريكور، عبر تحليله لمصادر رمزية والميتاشخصية للذاكرة الجماعية. ، يشير براش إلى أن موضوع الذاكرة الجماعية يؤثر بشكل " ما الذاكرة؟ " وفي مقالته أساســي على مسألة مبدأ التماســك االجتماعي، ويؤدي دوًرًا فريًدًا في السياق غير المتجانس للمجتمعات المعاصرة. فالوظيفة العامة للذاكرة الجماعية في شكل إحياء ش ـ ًا � ذكريات أو متاحف، مثل اســتحضار الذكريات األليمة للمجتمع بأكمله، تثير نقا
Made with FlippingBook Online newsletter