105 |
في البحوث الحديثة حول الحركات االجتماعية، التي تركز على البعد الرمزي للعمل الجماعي، فهو يعِّرِف الذاكرة الجماعية كمجموعة من الرموز والممارسات التي تشير إلى الماضي ويشترك فيها مجتمع معين، وتعَّرَف أي ًضًا أنها الذاكرة المشتركة لمجتمع .) 24 أو مجموعة ما( كما يركز في هذه المقالة على دور وسائل اإلعالم والخطابات التي تنتجها، أو تمررها في تشــكيل الذاكرة الجماعية وتشــكيل هوية الحركات االحتجاجية، وتعتبر وسائل اإلعالم أداة مهمة لنشــر رسائل الحركات االجتماعية وإبراز قضاياها؛ حيث تم ِّكِنها من الوصول إلى جمهور أوسع وإحداث تأثير أكبر، وتعزز هذا التأثير، وتواجدها في ). كما يتم اســتخدام التنســيق السردي للوصول إلى جمهور الحركة 25 الرأي العام( االجتماعية، ويسوق الكاتب في هذا اإلطار اعترافات العديد من الباحثين بخصوص دور أحداث الماضي في سياق األحداث التي تجري حالًّيًا. وتشــ ِّكِل الذاكرة عموًمًا األرشيف الرئيسي لتمثالت المجتمع للماضي، ومنه يستمد ). ويقر كذلك الكاتــب بمعية مجموعة مــن الباحثين 26 ويســتلهم عنــد الحاجــة( ) بأن الذاكرة هي أحد العوامل األساســية في 29 )، وبوليتا( 28 )، وماير( 27 (هاريس( اندالع التوترات االجتماعية. وبهذا سيكون الكاتب قد كشف عن تلك العالقة القائمة بيــن الحركات االجتماعية والذاكــرة الجماعية بالتركيز علــى البعد الرمزي للعمل الجماعي وكيفية دخول الذاكرة الجماعية إلى دراســة الحركات االجتماعية. وتسهم دراســات الذاكرة هــذه، في تبيان تأثير بناء الذاكــرة الجماعية على عمل الحركات االجتماعيــة، وكيفية تشــكيل هويتهم الجماعية، كما يشــير إلى أن نجاح الحركات االجتماعية يتوقف على القدرة على التذكر، وكذا تأثير الشكل التذكاري المختار لدى الجمهور، وإمكانية التأســيس لهذا الشكل. وتستند كل هذه الدراسات حول الذاكرة الجماعية في عالقتها بالفعل االحتجاجي إلى العمل األساسي لموريس هالبواش. ، إلى التأثير المتبادل بين السياسة والذاكرة، ويشير " أغيالر " وتطرق الكاتب اإلسباني، كذلك إلى تأثير السياسات الرسمية في تشكيل وتوجيه الذاكرة الجماعية وكيف يتم .) 30 استخدام الذاكرة لتعزيز الهوية الوطنية واالحتجاج عليها( وتعتمد األدبيات الحديثة الدارسة لعالقة الذاكرة الجماعية بالحركات االجتماعية ثالثة مســتويات من التحليل، وتقدم اقتراحات بحثية مســتقبلية، وتتحدد هذه المستويات
Made with FlippingBook Online newsletter