العدد 23– أغسطس/آب 2024

| 110

)، أن الدولة عملت على تكريسها من خالل خلق اقتصاد هامشي ضعيف 47 الباحثين( في المنطقة كسياســة عقابية لها، حيث تم تجاهلها ثم التخلي عنها وعدم االهتمام .) 48 بها( فالذاكــرة الجمعيــة بكل أبعادها وخصائصها التي تربــط الماضي بالحاضر، فإنها ال تســتحضر طبق النسخة القديمة وبطريقة تامة، بل تقوم بإعادة بناء الماضي وتشكيله في زمن الحاضر بنوع من االنتقائية. وبصيغــة أخــرى، يجب انتقاء ما ينبغي تذكره، وما يجب نســيانه من أجل بناء هوية وطنية حقيقية ومتوازنة تتسع للجميع، وهذا يتوقف على اآلخر الذي يجب أن يكون هــو اآلخــر غير الراديكالي في التعاطي مع قضايا الذاكــرة والعدالة االنتقالية ضمن .) 49 جدلية الهوية والغيرية( فاالنتهاكات التي شهدتها المنطقة عبر فترات، يعود تاريخها إلى االستعمار اإلسباني، مروًرًا بالعنف الذي مورس من طرف الدولة على السكان في مناسبات مختلفة بعد االستقالل، سيدع ندوًبًا عميقة في ذاكرة االنسان في الريف، كما خَّلَف لديه إحسا ًسًا عميًقًا بالظلم؛ مما سيسهم في تبجيل التاريخ ألهداف سيكولوجية، سينشأ عنها ذاكرة ) الخفي منه والعلني، 50 جماعية تأبى النسيان، وستصطبغ برفض السلطة (المخزن)( ) وهو ما حدا ببعض الباحثين إلى 51 مش ِّكِلة بذلك ممانعة سياسية تنتقل بين األجيال( وصف أبناء الريف أنهم يولدون يساريين، وهذا الوصف نابع باألساس من رفضهم الدائم للســلطة واســتعدادهم للمقاومة السياسية واالنخراط في أي فعل احتجاجي. وهــذه خاصيــة تتميز بها هذه المنطقة أكثر من غيرها، وإن كانت هناك مناطق أخرى .) 52 تعرضت أي ًضًا لمثل هذا اإلخصاء الرمزي، ال تجد فيها ذاكرة حية مماثلة( فثقل الذاكرة والتاريخ، وما يرتبط بهما من إشــكاالت المصالحة مع الريف، عوامل حاضــرة في تغذية الفعــل االحتجاجي لحراك الريف، ولم تكــن العزلة والتهميش االقتصادي الســبب فقط في اندالع هذا الحراك، بل ما حدث في هذه المنطقة من غليان هو انفجار طاقة تراكمت عبر عقود من الزمن؛ حيث تحولت هذه الطاقة من سـ ًا بجذور التاريخ، � ) فزخم وعمق حراك الريف يرتبط أسا 53 الكمــون إلى الفعل ( التي تمتد إلى الذاكرة الجماعية لساكنة الريف التي توصف بالجريحة، والتي أصابها ). فتضاُفُر كل هذه العوامل سيفرز إحساًسًا جمعًّيًا بالمظلومية التاريخية 54 التهميش(

Made with FlippingBook Online newsletter