111 |
والحرمان الذاكراتي واالســتثناء الرســمي لها وخاصة لهويتهــا وذاكرتها التي تقف .) 55 موقف المواجهة مع الذاكرة المعيارية للدولة( وانطالًقًا من هذه الخصوصيات التي تتســم بها الذاكرة في الريف، فإنه من الصعب بمــكان، حفظ الذاكرة في هــذه المنطقة، دون اعتماد مقاربــات جديدة قائمة على اإلبداع وتفادي االنغماس في الماضي، واالنفعالية الزائدة، والتركيز على المســتقبل ). وفي هذا الصدد، تقترح األستاذة الباحثة 56 بدل االشــتغال على الماضي فحسب( في العلوم االجتماعية بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، بديهة النحاس، ضرورة الخــروج من هــذه األماكن الضيقة، والتوجه نحو الجمهور الكبير واعتماد وســائل بيداغوجيــة أكثر متعة. كما تقترح إعادة تفكيك العالقة بين الذاكرة والمجتمع، درًءًا لجمودها. فالذاكرة تتطور وال يمكن حصرها في مؤسســة أو متحف أو شــيء من هذا القبيل. لذلك يتعين استخدام الذاكرة بشكل إيجابي وإبداعي للتأثير في الحاضر .) 57 وصناعة مستقبل أفضل( ثانًيًا: منظومة األحكام األخالقية والقيمية وتغذية االحتجاج ثمة عدة عوامل تسهم في خلق الشروط المتحكمة في ظهور سيكولوجيا االحتجاج، فإلى جانب الحرمان النسبي والذاكراتي، تبرز عوامل أخرى ترتبط بمنظومة األحكام القيمية واألخالقية ذات الصلة بالكرامة واإلهانة، كاإلحســاس بالظلم وعدم العدالة، وخرق الميثاق األخالقي للمجموعة البشــرية. هــذه المنظومة األخالقية، والقيمية، تطرق لها المهتمون بعلم النفس االجتماعي في إطار نظرية العدالة االجتماعية، مثل )، في محاولة منهم للجواب على السؤال الجوهري: لماذا يحتج 1998 (تايلر وسميث، الناس؟ وفي هذا الصدد، تميز أدبيات هذه النظرية بين نوعين من العدالة االجتماعية: العدالة التوزيعية والعدالة اإلجرائية، فاألولى مشتقة من نظرية الحرمان النسبي، وهي تشــير إلى النتائج، بينما العدالة اإلجرائية متعلقة بإجراءات اتخاذ القرار، والجوانب العالئقية للعملية االجتماعية بشــكل عام كالمعاملة باحترام، والكرامة وما إلى ذلك من اإلجراءات؛ حيث يهتم الناس بكيفية معاملتهم من طرف الســلطة: هل تعاملهم باحترام؟ وهل يمكن الوثوق في قيام الســلطات بأعمال جيدة من أجل شــعوبها؟ وعلى هذا األساس يقترح تايلر وسميث أن العدالة اإلجرائية قد تكون مؤشًرًا أقوى ). بينما تعرض لها آخرون، 58 على المشــاركة في الحركة االحتجاجية من عدمهــا(
Made with FlippingBook Online newsletter