| 116
كمــا تــم إدخال هذه المتغيرات األخالقية في األدبيــات التي تهتم بالبحث في فهم األسباب التي تدفع الناس للخروج إلى الشارع لكن دون ايالء العناية الالزمة لكيفية ارتباط هذه البنيات فيما بينها. وبهدف توضيح هذا االرتباط والتمييز بين هذه البنيات المتمثلة في االلتزام األخالقي والمعايير األخالقية والقناعة األخالقية، ومقارنة قدرتها على التنبؤ بالعمل الجماعي، تم إنجاز بحوث ودراسات ميدانية متنوعة، شملت كل مستجَوًَبًا ومستجَوَبة، 622 و 171 دراســة عينة من المستجوبين، تتراوح كل عينة بين وتمحــورت هــذه األبحاث حول تصور االلتزام األخالقــي وتفعيله، واختبار قدرته التنبؤيــة حــول النية في المشــاركة في االحتجاجات، ثم اختبــار االلتزام األخالقي في ســياق حقيقي. ومن أهم النتائج التي خلصت إليها هذه الدراســات، أن البنيات االخالقية الســابقة تختلف عن بعضها البعــض، وأن االلتزام االخالقي يختلف عن القناعة األخالقية، والمعايير األخالقية، كما أنه يعتبر مؤشــًرًا أكثر فعالية على التنبؤ بالمشــاركة الحقيقيــة في العمل الجماعي. كما يعد االلتــزام األخالقي عنصًرًا قبلًّيًا ) 71 ا مؤثًرًا في إرادة ونية األفراد في اإلقبال على أية مشاركة احتجاجية( أساسًّيًا وعاماًل وأسهمت هذه النتائج المتوصل إليها في هذه الدراسات، في التشجيع على استعمال االلتــزام األخالقي كمتغير لتعزيز النماذج التنبؤية الحالية لألعمال الجماعية وخاصة االحتجاج منها. ووصــل هذا المفهوم، أي االقتصاد األخالقي، مســتويين مختلفين من التحليل، لم يحد عنهما غالبية المهتمين من بعد، الشــيء الذي أســهم في التشويش على النقاش الدائر حوله. فالمستوى األول اقتصادي يتوافق ونظام تبادل السلع والخدمات، ويميز مجتمعات ما قبل السوق، سواء تعلق األمر بالمجتمعات التقليدية البعيدة التي درسها علماء اإلثنولوجيا أو المجتمعات القديمة التي وصفها المؤرخون. وهناك الكثير من إدوار بالمر " الكَّتَاب المعاصرين الذين نسبوا مفهوم االقتصاد األخالقي الذي جاء به .) 72 إلى عمل كارل بوالني، ولكن تومبسون لم يشر في كتاباته إلى ذلك( " تومبسون وفــي الجوهر يمكن القول: إن التحــول الكبير، هو االنتقال من االقتصاد األخالقي إلى االقتصاد السياسي أو بصفة أدق من اقتصاد متجذر بعمق في النشاط االجتماعي .) 73 إلى اقتصاد مستقل عبر اقتصاد السوق( وفي المســتوى الثاني، يشــير االقتصاد األخالقي كذلك إلى منظومة من االلتزامات والمعاييــر (األخالق)، التــي توجه األحكام واألعمال، وعلى أساســها يتم تمييز ما
Made with FlippingBook Online newsletter