العدد 23– أغسطس/آب 2024

117 |

يجــب أن ُيُفعــل وما يجــب أال ُيُفعل، أكثر من كونها قواعــد اقتصادية، هي قواعد الحيــاة الكريمة، والعدل، والكرامة، واالحترام، ويمكننا القول باختصار: إنه يتقاطع .) 74 )( Axel Honneth مع االعتراف، حسب أكسيل هينوث ( وفق هذا المفهوم، فنحن لســنا بصدد مجال إلنتاج وتوزيع الســلع والخدمات فقط، عـ ًا االقتصاد، وأصناًفًا أخرى من � لكــن نحــن بصدد التقييم والعمل الذي يخص طب ) أن معظم األعمال والبحوث التي 75 األنشــطة االجتماعية. والمالحظ، وفقا لساير( تحلــل مفهوم االقتصاد األخالقي تضع جانًبًا هــذا البعد الثاني ( البعد االجتماعي) بالرغم من أنه حاضر في فكر إدوارد تومبسون. ويرى هذا األخير أن كل االنتفاضات الشــعبية في إنكلترا القرن الثامن عشــر قائمة على مبدأ الشرعية، ويستند من شارك في هذه االنتفاضات من الرجال والنســاء على االعتقاد بأنهم يدافعون عن حقوقهم وعاداتهم التقليدية وأنهم مدعومون بإجماع واسع من مجتمعهم. فاالقتصاد األخالقي يقوم على الشرعية التقليدية. إن هذا الشعور المشترك في جماعة االنتماء، هو الذي يجب أن يلملم الفالحين والعمال في مصير واحد، والذي قد يصل إلى حد الثورة. واالقتصاد األخالقي، حسب تومبسون، يدمج ُبُعدين أساسيين، البعد األول اقتصادي والثانــي أخالقي. البعد األول يخص اإلنتاج ودوران الســلع والخدمات، أما الثاني فيتعلــق ببناء واســتعمال األعراف وااللتزامات. حســب المعنــى األول، االقتصاد األخالقي يعارض االقتصاد السياسي، كالمنطق الشيوعي بالنسبة للمنطق الليبرالي، أو أي ًضًا الفالحين بالنسبة آلدم سميث من تومبسون. وبالمفهوم الثاني ليس هناك نقيض، وإن كان، فسيكون االقتصاد األخالقي للسادة كبار الرأسماليين ومالك األراضي الكبار في مواجهة االقتصاد االخالقي للعمال والبروليتاريا والفالحين. ويعــود تومبســون الحًقًا بعد عقدين من الزمن إلى النقاشــات التــي يثيرها مفهوم اســتعمالي لهذا المصطلح بشــكل " ا : االقتصاد األخالقي، ليؤكد تعريفه األول قائاًل عام، في المواجهة حول األســواق للحصول على المواد الغذائية األساســية، وليس فقط مجموعة من المعتقدات والعادات واألشــكال المرتبطة بتوزيع المواد الغذائية والتي يمكن تجميعها بشــكل مالئم تحت نفس االسم (االقتصاد " في أوقات الندرة األخالقي). لكن األحاســيس والمشــاعر العميقة التي يثيرها الجوع، والمطالب التي تصوغها الجماهير تجاه السلطات خالل هذه األزمات، والغضب الناجم عن اللهث

Made with FlippingBook Online newsletter