133 |
مقدمة ا معرفًّيًا راس ًخًا في الدراسات الغربية؛ إذا كانت السوسيولوجيا االنتخابية تش ِّكِل حقاًل فإنهــا فــي مجالنا التداولي العربي عامة والمغربي خاصة ما زالت تراوح مكانها ولم تستطع أن تفرض نفسها العتبارات عديدة: أولها االفتقاد إلى المقاربات الميدانية عن العمليــة االنتخابية، وتركيز المجهــود البحثي على المعايير واألطر القانونية المنظمة للعمليــة االنتخابية ووظائفها السياســية. ثم من زاوية أخــرى صعوبة اختراق ميدان عملية التصويت التي تتسم باختالالت عديدة وبممارسات يصعب رصدها إمبريقًّيًا؛ ألنها تجري في كواليس العملية االنتخابية وليس على خشــبة مســرحها، مثل مسألة الزبائنية االنتخابية وعملية شــراء األصوات التي ســتكون موضوع مساءلتنا في هذه الدراســة. لهــذا من أجل فهم أعمق للعملية االنتخابيــة في المغرب ال يكفي النظر والبحــث في الفضــاء الظاهر لالنتخابات، ولكن يتوجــب البحث فيما يجري وراء خشــبة المســرح االنتخابي، والولوج إلى الكواليس التي تعد مبدأ العملية االنتخابية في المغرب ومنتهاها. وعليه، لن تركز هذه الدراســة على نتائج العملية االنتخابية فحســب، وتأثيرها على طبيعة التمثيلية السياسية، ولكنها ستسعى كذلك إلى رصد مسارات عملية التصويت وأشــكال التعبئــة المعتمدة بها، ثــم طبيعة المؤثرات والمحفــزات التي يخضع لها الناخبــون في اختياراتهم التصويتية. وذلك عبر اختبــار خيارات الناخبين في عملية التصويت، من خالل محاولة اإلجابة عن سؤال: هل هي خاضعة لدوائر التأثير القائمة على الوالءات الجماعية أم االختيار الفردي القائم على االقتناع الشــخصي؟ ثم ما الذي يدفع المغاربة إلى التصويت على النحو الذي صَّوَتوا به؟ وإذا تســاءلنا بصيغة أنثروبولوجية، ما المعنى الذي يضفيه الناخب المغربي على صوته لما يختار التصويت لمرشح دون آخر؟ وفق هذا المنظور تعالج هذه الدراسة إشكالية التمثيلية والتعبئة االنتخابية من منطلق البنيات التقليدية المتحكمة في العملية االنتخابية بالمغرب، ومقاربة اإلســتراتيجيات التي يعتمدها المرشحون في التعبئة، وإفرازات التمثيلية التي تنتجها العملية االنتخابية س ـ ًا ألشــكال التعبئــة المعتمدة خالل اللحظة االنتخابيــة، ومن ثم البحث في � انعكا
Made with FlippingBook Online newsletter