العدد 23– أغسطس/آب 2024

139 |

. الزبائنية االنتخابية بوصفها نم ًطًا من تبادل المصالح 2 تتأسس الزبائنية االنتخابية على عالقة تبادلية بين طرفين غير متكافئين وفق قواعد غير ) نفوذه Patron رســمية، يستخدم فيها الطرف األول الذي هو بمنزلة الراعي/السيد ( وموارده الخاصة لتوفير الحماية والمنفعة أو كلتيهما لشــخص في وضعية اجتماعية ) الذي يعرض من جانبه الدعم السياســي Client أدنــى منــه، هو العميل أو الزبون ( مقابل الحصول على الخدمات والمنافع الشــخصية. من خصائص هذه العالقة أنها غير متكافئة بحيث ال يملك الزبون خياًرًا غير اإلبقاء على والئه للراعي. ويتوســط ) خصو ًصًا في الحاالت التي يكون فيها للراعي عدد Mediator هذه العالقة وسيط ( كبير من الزبناء، ويشكل الوسيط هنا حلقة الوصل بين الراعي والزبون، ويبقى الفرق األساســي بين الراعي والوســيط هو ٔان الوسيط ال يملك موارد خاصة وٕانما يكتفي ). بيد أنه يشــترط في الوســيط أن 20 فقط بتوزيع تلك التي حصل عليها من الراعي( يتمتع بدراية وخبرة كبيرة بالدوائر االنتخابية وجغرافيتها وناخبيها والعائالت المحلية، ويتمتع بقدرة كبيرة على االستقطاب انطالًقًا من الشبكات العالئقية التي ينسجها مع ا عن الثقة التي يتمتع بها بين الطرفين الرئيســيين ســكان الدائرة االنتخابية، هذا فضاًل للعالقة الزبائنية سواء أكان من جانب الراعي أم الزبون. وبذلــك تكون الزبائنية االنتخابية في عمقها وإن كانت عالقة شــخصية غير متكافئة بين طرفين تتوزعهما المنفعة الشــخصية، إال أنها قائمة على االســتفادة المتبادلة من الخيرات والخدمات للزبون من جهة، والدعم والتصويت للراعي من جهة ثانية، وهو ما يجعلها تتسم بأربع صفات: الهرمية وتبادل المصالح ثم الشخصنة وعدم المأسسة. فالعالقة الزبائنية تفترض وجود طرف يتمتع بنفوذ سياسي واجتماعي ورأسمال مادي ورمزي معتبر حتى يستطيع عرضه أن يفي بمطالب وحاجيات الزبون، وحتى يتمكن عرضه من التفوق على باقي عروض المرشحين من أجل تحفيز الناخبين واستمالتهم للحصول على دعمهم السياســي. فاألمر يتعلق ببناء شــبكة من التوزيع الزبائني فيها طرف قادر بنفوذه ورأسماله االجتماعي والمادي أن يخلق دوائر واسعة من الوالءات الشخصية، تشكل أتباًعًا دائمين له ما دامت أن مصلحتهم مستمرة معه. تفترض العالقة الزبائنية كذلك أن يملك كال الطرفين موارد وخدمات قابلة للتبادل، وأن يجد كل طرف منفعته في الخدمات التي يقدمه الطرف اآلخر. فهي عالقة، وإن

Made with FlippingBook Online newsletter