| 140
ال تقوم بين األطراف التي " كانــت هرمية وغير متكافئة مبنية علــى مصلحة متبادلة، تملــك نفــس الموارد، وال بين تلك التي تملك موارد ليس الطرف اآلخر في حاجة )، وإنما تنشــأ إزاء بروز حاجة متبادلة بين طرفين يملكان خدمات متباينة 21 ( " إليها لكنها مشبعة لحاجيات كليهما. تنشــأ العالقة الزبائنية وفق قواعد غير رســمية وعلى اتفاقات غير ممأسســة، يتعهد فيها كل طرف بتقديم ما وعد به للطرف اآلخر دون وجود أي آلية إللزام األطراف بالوفاء بتعهداتها، غير عنصر الثقة الذي يربط الطرفين والذي يكون فيه للوسيط دور محوري بناء على طبيعة الشبكات التي ينشئها بين األطراف، والتي يتولى فيها عنصر الصداقة والقرب والدم والعائلة ثم حجم وطبيعة العطايا دوًرًا أساسًّيًا في إنجاح هذه االتفاقات. من الضروري، كما يبدو؛ أن نجاح إســتراتيجية بناء الشــبكات الزبانية خالل العملية االنتخابية، يتوقف بدرجة كبيرة على الحسابات التي يقيمها الزبون تجاه الراعي والتي توجه اختياراته االنتخابية بالمشــاركة أو عدمها في العملية االنتخابية برمتها. وعليه، فإننا إزاء عملية مبنية على عالقة منفعية تخضع لحســابات عقالنية ومدروسة بشكل واع أو غير واع للمشــاركة، شــبيهة بالعالقات التجارية التــي تخضع لمنطق الربح ). فالزبون في هذه العالقة يســعى إلى الحصول على أكبر فائدة مادية 22 والخســارة( وخدماتية ممكنة مقابل اإلدالء بصوته االنتخابي، وكلما احتدت المنافســة وتعددت عروض المرشحين الموسومين بالرعاة في هذه العالقة، اتسع نطاق الحسابات تجاه من يقدم أفضل عرض وأكبر قدر من المنفعة سواء كانت لحظية أو كانت مستمرة. لهذا يمكن أن نجادل التوجه القائل بأن شــخصنة االختيارات االنتخابية، يرفع عنها ، لكن بالنظر إلى جوهر هذه " االختيار العقالني " الحســابات العقالنية وفق مدرســة االختيارات المبنية على الوالءات واالســتفادة من المنافع والخدمات، ســنجد أنها تقوم على منطق عقالني يخضع إلى حسابات الربح والخسارة خصو ًصًا حينما يتنوع العرض االنتخابي القائم على اإلغراءات الزبائنية. فالزبون بطبيعته؛ هو باحث عن قضاء مصلحة وإشباع منفعة، وهو بذلك بحاجة لمن يتوسط له لبلوغ ذات المصلحة، لهذا فهو ال يغامر بتقديم والئه إال لمن يتوفر على عالقات تفيده حتًمًا في تحقيق مراده. لكن يتوجب أن نعي جيًدًا أنه في الوقت الذي
Made with FlippingBook Online newsletter