العدد 23– أغسطس/آب 2024

143 |

تعطي األولوية للوالءات واألشــخاص قبل النظر إلى البرامج والتوجهات السياســية للمرشحين االنتخابيين، ومن ث َّم تسهم الزبائنية في إعادة إنتاج سلطة الرعوية والتبعية لألشــخاص بدل المؤسسات. وعليه، فإن االلتزام الذي يربط بين الطرفين هو التزام بتبادل خدمات ومنافع شــخصية ذات مصلحة فرديــة، وليس التزاًمًا بتحقيق برنامج وأهداف جماعية التي تطغى عليها المصلحة العامة. األمر الذي يثير سؤال التمثيلية السياسية والغاية من العملية االنتخابية على المحك، فإذا كانت التمثيلية السياســية تروم عبر االنتخابات التنافســية إضفاء الشــرعية على الحكم والمؤسســات الدســتورية، وضمان وصول صوت أفراد الشعب عبر القنوات التمثيلية. فإن انتشــار مظاهر الزبائنية السياســية يقوض مضمون التمثيلية ويجعل من العملية االنتخابية لحظة الســتدامة منطق التبعية والوالءات التحتية، وبالتالي تكريس الممارســات الرعوية التي تتعارض مع مفهوم المشــاركة والمواطنة في الممارسات السياسية الحديثة. ثانًيًا: هندسة انتخابية منتجة للزبائنية . قوانين وأنماط اقتارع في خدمة الزبائنية االنتخابية 1 ؛ 2021 شهدت االنتخابات العامة التي ُأُجريت بالمغرب، في الثامن من سبتمبر/أيلول مجموعة من التعديالت على النظام االنتخابي المعمول به، يأتي على رأسها التراجع ألف 50 عن اعتماد نمط االقتراع بالالئحة داخل المدن التي يقل تعداد سكانها عن نسمة؛ مما يعني توسيع مجال تطبيق نمط االقتراع الفردي، الذي كان المغرب قد سعى بزعامة الراحل عبد الرحمن اليوسفي، إلى " حكومة التناوب " في عهد 2002 منذ سنة ). ومن مساوئ نمط 34 التخلص من مساوئه، بالتوجه نحو االقتراع الالئحي النسبي( االقتراع الفردي هو شخصنة العملية االنتخابية، وتوجيه سلوك الناخب نحو المكانة االعتبارية والرمزية للمرشــح بدل البرامج والتوجهات السياسية التي يعِّبِر عنها. وهو سـ ِع من مجال توظيف بعض الممارسات التي تؤثر بالسلب على � ما من شــأنه أن يو نزاهــة وسالمة العملية االنتخابيــة، ومنها تضخم مظاهر الزبائنية االنتخابية وتوظيف المال االنتخابي الستمالة الناخبين. من التعديالت األخرى التي أقدم عليها المشــِّرِع المغربي عشــية االنتخابات العامة ، إلغاء العتبة االنتخابية المطلوبة للمشاركة في عملية 2021 للثامن من سبتمبر/أيلول

Made with FlippingBook Online newsletter