العدد 23– أغسطس/آب 2024

157 |

أو إدارية أو طلب مساعدة مادية. في هذا الصدد وجواًبًا على سؤال ألحد المشاركين في البحث، حول: لماذا بالضبط التصويت على المرشح الذي يعد من أعيان المنطقة ألنه صاحب البيــت المضياف (صاحب الدار " دون مرشــح آخــر؟ فكان الجواب: . وفي جواب " الكبيــرة) الــذي نجده في الســراء والضراء، في العزاء وفــي األفراح هو الذي ييســر لنا عملية الحصول على الخدمات الصحية، وهو " لمشــارك آخر: الذي يوفر ســيارات اإلســعاف للمرضى من أجل التنقل إلى مستشفى المدينة، وهو الذي يســاعد على فك من تم حجز سيارته لدى مصالح الدرك الملكي، وهو الذي اللجوء االجتماعي إلى " . " يقيــم العزاء في المآتم ويوفــر الخيم والمؤن في األفراح العين الذي يؤسس لتبعية مستمرة في الزمان، يؤكد على أن الزبائن دائًمًا في حاجة .) 55 ( " إلى أعيان يقومون بالدفاع عنهم والذود عن مصالحهم لدى المصالح اإلدارية وهو ما يؤ ِّشِر أي ًضًا على أن العالقة الزبائنية هي عالقة غير متكافئة تقوم على تبادل منفعي بين من يملك ومن ال يملك. فاألعيان االنتخابيون يعون جيًدًا أن الرهان على كســب العملية االنتخابية ال يرتبط باللحظة االنتخابية فقط، ولكنه عمل مســتمر يســتثمر من خالله رســاميله المادية والرمزيــة وعالقاته الشــخصية مع المصالح اإلدارية، من أجل االســتجابة لمطالب وحاجيــات الزبائن، الذيــن يتحولون إلى قاعدة انتخابية ثابتة ووفية بحكم المعروف الذي يقدمه العين االنتخابي للناخبين. وهنا جاء جواب أحد المشاركين في البحث فالحاج (المرشــح)...خيره ســابق ومعروفــه ثابت، وإذا ما " لتأكيــد هذا المعطى: احتجته فهو ال يفوت الفرصة على قضاء الحاجة، وحتى إذا لم يكن ترشــح بنفســه كنت ســأصوت على الشــخص الذي يدعوني إلى التصويت عليه، نحن أبناء األصل . إنها ثقافة التبعية التي تكرســها العالقات الزبائنية " وثقافتنا علمتنا أال نفوت أصلنا في المجتمعات النيوبارتريمونيالية، وإن كانت الخدمات االجتماعية التي يوفرها العين االنتخابي تعد من حقوق وواجبات السلطات اإلدارية على مواطنيها، وحتى إن كانت معظم الحاجيات التي يوفرها العين ألتباعه ليســت من ملكه الخاص، كتوفير آليات لتعبيد الطرق وتسهيل الولوج للمرافق الصحية والتعليمية. إال أن حضور رمزية العين وثقل وجوده، يعد في تمثالت الزبائن االنتخابيين معروًفًا ال يمكن تجاوزه، إال برد الجميــل عبــر التصويت له في العملية االنتخابية. والتصويت هنا ال يكون بالضرورة فردًّيًا ولكن يكون في كثير من األحيان جماعًّيًا، مرتبًطًا بحجم امتداد األسرة والعائلة

Made with FlippingBook Online newsletter