159 |
من إعداد الباحث. المصدر: كما يبدو، تعتبر الرابطة القبلية والعائلية إلى جانب القرب وإســداء الخدمات، دافًعًا ومحفًزًا للناخبين من أجل اإلدالء بأصواتهم وتحديد اختياراتهم االنتخابية، في حين ال تلعب عوامل النهوض بالبنيات التحتية والصحية واالســتثمارية ومحاربة الفســاد، دوًرًا مؤثًرًا في اختيارات الناخبين. نحن إذن أمام عالقة تطغى عليها األبعاد الشخصية والقرابــة العائلية واالنتماء الجغرافي محــددا ٍت ودوافع بارزة بدرجة كبيرة لالختيار والتعبيــر عن القناعــات االنتخابية. هذه القناعات التي تتغذى علــى البنية التقليدية التي توجه رؤية الناخب وتصوراته للعملية االنتخابية؛ حيث تركز على معايير القرابة واالنحدار العائلي ودرجة االنتماء القبلي وحجم العطاء الذي يقدمه المرشح للناخبين. بيد أنه؛ على الرغم من نســبية المؤشــرات التي تفصح عنها نتائج البحث الســابقة ودرجة تمثيليتها لشكل سلوك الناخب المغربي، إال أنها تقدم لنا دالالت ومعطيات سوســيولوجية عن بعض أنماط الممارســة االنتخابية فــي المغرب. من جملتها أن الرهانات األساســية للمرشــحين والناخبين في العمليــة االنتخابية في المغرب، ال تتأسس على أبعاد سياسية بقدر ما تتأسس على رهانات شخصية، واالستفادة المتبادلة بين طرفين يملكان سلع قابلة للمقايضة. األمر الذي يطرح إشكالية التمثيلية السياسية، وكيف تقوض ظاهرة الزبائنية الممارسة االنتخابية في المغرب.
Made with FlippingBook Online newsletter