| 160
اربًعًا: كيف تؤثر الزبائنية االنتخابية على التمثيلية السياسية؟ من دون شك أن الممارسات الزبائنية وما يرتبط بها من تفشي ظاهرة شراء األصوات والوالءات التقليدية، يكون لها تأثير على تفضيالت الناخبين واختياراتهم االنتخابية، كما يكون لها تأثير بالغ على المسار الديمقراطي للبلدان، لما من شأنها من إضعاف الثقة في المؤسســات الدســتورية للدول، وتقليص نســبة المشــاركة السياسية فيها. ) تعيق الزبائنية ركائز الشــرعية الديمقراطية مما يؤدي De Sousa ووفق دي ســوزا ( إلى انخفاض واضح في مســتويات الثقة ودعم مؤسسات الدولة: فهي تلحق الضرر ) العمليــة الديمقراطية مــن خالل تحجيم Input legitimacy بشــرعية مــدخالت ( عمليــة التصويت إلى شــكل من التبــادل والمقايضة، وتلحق الضرر أي ًضًا بشــرعية ) ألنها تحرف قواعد اللعبة بطريقة غير شــفافة Throughput legitimacy اإلنجــاز( output ؛ وتلحق الضرر أي ًضًا بشــرعية المخرجات( Patron لصالــح مصالح الرعــاة .) 56 ) ؛ ألنها تؤدي إلى إنفاق عام غير مسؤول وغير خاضع للمساءلة( legitimacy يحيل واقع العملية االنتخابية في المغرب، وفق الدالالت اإلحصائية السابقة، على أن ا مواطنتًّيًا للمشاركة ا مؤًّدًى عنه، وليس فعاًل الفعل االنتخابي بالمغرب يتم تمثله عماًل أو المساهمة في صناعة القرار، فهو عمل يتوجب الحصول على أجرته، وتحضر فيه ). فالمرشح يقدم نفسه ابًنًا للقبيلة وليس 57 قوة النســب ومعطى التجذر االجتماعي( ا للحــزب، كما يعرض نفســه صاحب معروف ومغدًقًا فــي الخدمات وليس ممــثا ًل ا لبرنامج أو مشروع سياسي. فتعاقده االنتخابي يقوم على ما وفره ويوفره وما حاما ًل سيوفره للناخبين الزبائن واألتباع، وليس على تصورات في تطوير السياسات العمومية وتجديد أشكال تدبير الشأن العام كما تفرضه الممارسة االنتخابية التنافسية. وهــو المعطى الذي تؤكــده نتائج البحث الميداني حيث إن معظم المشــاركين فيه % لم يطلعوا على البرنامج االنتخابي للمرشــح، وإذا أضفنا 67 الذين تصل نســبتهم % الذيــن يدعون أنهم لم يتوصلوا بأي برنامج انتخابي من طرف المرشــح 31 لهــم %. وهو ما يدفع إلى االســتنتاج بأن السلوك التصويتي 98 تصبح نســبة عدم االطالع لهؤالء الناخبين لم ينبِن على تعاقدات سياسية وبرامج حزبية أو وعود انتخابية، التي من المفروض أن تجسد التمثيلية السياسية في األنظمة االنتخابية الديمقراطية؛ األمر الذي يفرض البحث عن أشــكال أخرى من التعاقدات التي كانت قوام الممارســة
Made with FlippingBook Online newsletter