العدد 23– أغسطس/آب 2024

| 162

من إعداد الباحث. المصدر: وُيُستنتج من المعطيات السابقة أن التمثيلية السياسية في المغرب، ال تخضع العتبارات سياسية فقط ولكن في جزء كبير منها تخضع للوالءات القبلية، ولالعتبارات العائلية، وللعوامل التحفيزية من قبيل العطايا والبذل والخدمات المنتفعة بشكل شخصي من طرف الناخبين. إن التمثيلية السياســية على هذا النحو في تصور الناخبين هي مدى القرب الذي يجســده المرشــح إلى الناخبين، والمقابل الذي يقدمه المرشح لتحفيز الناخبين من أجل تحديد اختياراتهم االنتخابية، وهو تجسيد أي ًضًا لالنتماء الجغرافي والقبلي والدموي للمرشــح. إنه تمثيل للقبيلة والجماعة وليس الختيارات ُتُبنى على رهانــات سياســية واجتماعية واقتصادية من طرف الناخــب، تجاه ما يأمل أن يقدمه المرشح عندما يفوز بالمقعد االنتخابي داخل قبة البرلمان أو داخل المجالس التدبيرية. وهــو مــا يجعل التمثيل السياســي في المغرب في ظل نســبة التصويت المنخفضة خاضــع بدرجة معتبرة إلى مركزية الهويات الجماعية، خصو ًصًا في المناطق القروية التي تشــهد أعلى نســبة من التصويت، العتبارات تحركها هذه الهويات واالنتماءات الجماعية. وهو ما استنتجته منية بناني الشرايبي في بحث سابق لما جادلت بالقول: إن ميكانيزمات الهويات الجماعية تلعب دوًرًا محورًّيًا خصو ًصًا في المناطق القروية؛ .) 58 ( " حيــث االنتخابات تتحول إلى لحظة تتقوى فيها االنتماءات القبلية والعائلية "

Made with FlippingBook Online newsletter