181 |
، وشمل كل مجاالت 2006 البد للحصار اإلسرائيلي المفروض على قطاع غزة منذ الحياة اإلنسانية، أن يصل إلى نقطة االنفجار، بعد أن أذاق الفلسطينيين طعم الموت البطيء يوًمًا بعد يوم، دون أن يحرك ذلك في العالم المتحضر شــعرة أو وخزة من . " ضمير وتوافق ســارة روي شاليم رأيه بأن اإلســتراتيجية اإلســرائيلية تهــدف إلى تجميد الوضــع في غزة لضمان إحكام الســيطرة على الديناميكيات السياســية واالقتصادية هناك، وبالتالي ممارسة النفوذ والسيطرة على المنطقة دون انخراط في حوار بَّنَاء أو بذل أي جهد لحل الصراع. لكنها، ومن واقع خبرتها، تحاول تســليط الضوء على النهج اإلســرائيلي في استخدام التدابير االقتصادية، إلى جانب السياسة الدبلوماسية، لممارســة الضغط على ســكان غزة وتضييق الخناق عليهم وفرض المزيد من العزلة السياسية على حماس. ، تصف روي السياســة " اإلبــادة الجماعية بغزة " ففــي مقالتهــا التي تحمــل عنوان للقضاء على السيطرة الفلسطينية على كامل الضفة الغربية " اإلسرائيلية كونها محاولة والقدس الشرقية وقطع معظم العالقات بين هذه المناطق وغزة ] وذلك [عن طريق االستقطاب االقتصادي في الضفة الغربية، والحرمان االقتصادي والعزلة الديمغرافية . وهي تســعى من خالل تحليلها، إلى " والدمار المادي والمؤسســي في قطاع غزة تقديم صورة واضحة عن الكيفية التي أحدثت بها السياســات االقتصادية اإلسرائيلية تجاه غزة آثاًرًا مدمرة على ســبل عيش ورفاهية الســكان الفلســطينيين في المنطقة. وتقول: إن الحصار والقيود االقتصادية التي تفرضها إسرائيل أدت إلى تفاقم األزمة اإلنسانية في غزة؛ مما أدى إلى انتشار الفقر والبطالة ونقص في الضروريات األساسية للعيش الكريم. وتشير روي إلى الموقف األميركي الداعم للسياسة اإلسرائيلية تلك، (سَّرَبتها ويكيليكس) 2008 والذي كشفت عنه برقية صادرة في نوفمبر/تشرين الثاني من مســؤولي الســفارة األميركية في تل أبيب، حين أبلغوا إدارتهم عزم المسؤولين اإلســرائيليين إبقاء اقتصاد غزة على حافة االنهيار دون التســبب في انهيار اقتصادي كامل. وترى روي أن الهدف من هذه اإلستراتيجية هو ممارسة الضغط على المنطقة دون التســبب في أزمة إنسانية شاملة؛ مما يعكس النهج اإلسرائيلي المتعمد إلغراق غــزة فــي حالة من الضعــف االقتصادي دون تجاوز العتبة التي من شــأنها أن تثير احتجاجات عنيفة ضدها، أو إدانات دولية حتى من حلفاء إسرائيل.
Made with FlippingBook Online newsletter