183 |
" تعزيز حماس " وقاربت الموضوع من وجهة نظر اقتصادية، تضمن مفهوم " حماس في المقاربة اإلسرائيلية التمكين المتعمد لحركة حماس في غزة على حساب السلطة الفلسطينية بهدف منع قيام الوحدة الفلسطينية والمطالبة بإقامة دولة فلسطينية موحدة. هل تتحمل حماس مسؤولية " أما كولتر لويرس فيبحث من خالل مساهمته المعنونة: عن حدود مسؤولية حماس في " الفشــل في حل الصراع اإلســرائيلي- الفلسطيني؟ تكريس حالة الصراع واالحتقان بالمنطقة، متبنًيًا في تحليله نه ًجًا سياقًّيًا دقيًقًا يتحدى من خالله وعي القارئ ويدعوه إلى إعادة النظر في الرواية السائدة التي عادة ما تح ِّمّل حماس مســؤولية إفشال جهود تسوية الصراع اإلسرائيلي-الفلسطيني. ومع أنه يشير إلى دورها في تكريس األزمة بعدم اعترافها بإسرائيل، إال أنه ال يعزو مسؤولية الفشل في تحقيق تســوية ســلمية وعادلة ودائمة إلى حماس وحدها. فاالحتالل العسكري اإلســرائيلي والتوســع االستيطاني وإنكار حق الفلســطينيين في تقرير المصير، كلها عوامل مدت حركة حماس بمقومات وجودها كحركة مقاومة وليس كعقبة رئيســية فــي طريــق حل للصراع. بــل إن حماس، كمــا يوضح لويرس، ســبق وأن أبدت اعتدالها السياســي وانخرطت في العملية الديمقراطية؛ إال أن إســرائيل، وكعادتها، رفضت االعتراف بفوزها في االنتخابات التي أعقبت انســحاب حكومة شــارون من ، ونددت بالممثلين المنتخبين لفلسطينيي غزة 2005 المستوطنات اإلسرائيلية بغزة في الديمقراطية " باعتبارهم غير مؤهلين ليكونوا شــركاء فــي المفاوضات. وبهذا تكون -كما يقول المثل- قد رفضت قبول نتائج انتخابات " الوحيدة في الشــرق األوســط ديمقراطية عندما ال تناسبها؛ وحماس، وإن كانت قد أبدت اعتدالها السياسي، فإنها تظل في ُعُرف إسرائيل وحلفائها منظمة إرهابية، وفوزها في االنتخابات يعني أن كل الغزيين إرهابيون. وعالوة على هذا، يســتعرض لويرس مختلف المبادرات ومفاوضات السالم، مشيًرًا إلى أن تعنت إسرائيل وعدم رغبتها في تقديم تنازالت حقيقية، يقوض آفاق التوصل إلى اتفاق جاد ومستدام مع الطرف الفلسطيني؛ ناهيك عن أن اختالل ميزان القوة بين الطرفين سمح إلسرائيل على الدوام بإمالء شروط كل التسويات المحتملة، وترسيخ سياسة االحتالل. ويحلل دور الجهات الخارجية، وعلى رأسها الواليات المتحدة، في دعم هيمنة إســرائيل ومنع كل وساطة نزيهة ومتوازنة لحل الصراع؛ كما يعزو تعنت
Made with FlippingBook Online newsletter