العدد 23– أغسطس/آب 2024

| 202

عن عزلة إسرائيل عالمًّيًا نتيجة مواقف 2024 أكتوبر/تشرين األول 7 كشفت أحداث منظمات حقوق اإلنســان تجاه سياسة إسرائيل، وألول مرة نرى حركات تضامن مع الفلســطينيين، وتطرح تساؤالت بشــأن الدولة الفلسطينية، وهناك شباب يهود داخل أميركا نفســها يرفضون الوضع الحالي، كذلك نحن نــرى اآلن أن المحاكم الدولية قــررت أن تتحــرك في ظل عدم تحرك بعض الحكومات؛ األمر الذي يزيد من عزلة إسرائيل. وقد برزت نقاط الضعف الداخل اإلسرائيلي، مثل غياب التماسك االجتماعي والعزلة الدولية، والتي تقودنا إلى الســؤال األكبر: هل هذا ســيقود اإلســرائيليين الستيعاب تداعيــات هذه األزمة؟ وهل ســيقولون: إننــا ال نعالج األمــور بالطريقة الصحية؟ والمالحــظ أن المجتمع اليهودي اإلســرائيلي لم يتعلــم الدروس التي كان عليه أن يتعلمها. أكد مهند مصطفى، رئيس قســم التاريخ في المعهد األكاديمي العربي بيت بيرل، أن إسرائيل دولة مهاجرين واستطاعت أن تدير بنجاح الخالفات واالنقسامات المختلفة، من خالل أدوات مختلفة مثل قمع االحتجاج في بداية تكوينها التي قام بها عناصر من هشاشة إسرائيل 2024 اليهود الشــرقيين. وقد كشف السابع من أكتوبر/تشرين األول التي كانت قوية وقادرة على إدارة الخالفات، وكان فيها مركز سياســي قوي تنصاع له األطراف المختلفة بمعنى أنها كانت تمثل مركًزًا سياسًّيًا قوًّيًا. كما كانت تملك سردية واحدة مهيمنة ومنظمة داخل المجتمع والمشروع اإلسرائيلي، كما كانت تستطيع الوصول إلى حالة من التسوية الداخلية أمام الخالفات، ولكن ما أكتوبر كشف هشاشة الدولة وضعفها في إدارة االنقسامات والخالفات. 7 حدث في لم يكن ضعف إسرائيل وظيفًّيًا أدائًّيًا بسبب تأخر الدولة في مساعدة السكان، وإنما في قدرتها على الحفاظ على تماسك المجتمع اإلسرائيلي وتوفير األمن لإلسرائيليين وحماية مشروعهم، فالنخبة الحاكمة لم تستطع أن تفرض تسويات لتجاوز االنقسامات المركزية، مثل ســؤال عالقة الدين بالدولة، وســؤال مســتقبل المشروع الصهيوني، فتتحول بذلك إلى دولة مدنية وتتخلى عن الطابع اليهودي للدولة. فإسرائيل لم تعد قادرة على تســوية كل االنقســامات، وهذا يدل على أن الخالفات قوية وأن الدولة ضعيفة.

Made with FlippingBook Online newsletter